وَدَاخِلُهُ نَارٌ، وَلَهُ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ: " خَرِيدَةُ الْقَصْرِ فِي شُعَرَاءِ الْعَصْرِ " وَ " الْفَتْحُ الْقُدْسِيِّ " وَ " الْبَرْقُ الشَّامِيِّ " وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ الْمُسْجَعَةِ، وَالْعِبَارَاتِ الْمُصَرَّعَةِ، وَالْقَصَائِدِ الْمُطَوَّلَةِ، وَالْمَعَانِي وَالْأَلْفَاظِ الْمُؤَثَّلَةِ.
وَمِنْ لَطِيفِ تَغَزُّلِهِ، قَوْلُهُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
كَيْفَ قُلْتُمْ فِي مُقْلَتَيْهِ فُتُورُ ... وَأَرَاهَا بِلَا فُتُورٍ تَجُورُ
لَوْ بَصَرْتُمْ بِطَرْفِهِ كَيْفَ يَسْبِي ... قُلْتُمْ ذَاكَ كَاسِرٌ لَا كَسِيرُ
مُوتِرٌ قَوْسَ حَاجِبَيْهِ لِإِصْمَا ... ءِ فُؤَادِي كَأَنَّهُ مَوْتُورُ
لَا تَسَلْنِي عَنِ الْعَقَارِ فَعَقْلِي ... طَافِحٌ مِنْ عَقَارِهِنَّ عَقِيرُ
كَيْفَ يَصْحُو مِنْ سُكْرِهِ مُسْتَهَامُ ... مَزَجَتْ كَأْسَهُ الْحِسَانُ الْحُورُ
أَوْرَثَتْهُ سَقَامَهَا الْحُدْقُ النَّجْ ... لُ وَأَهْدَتْ لَهُ النُّحُولُ الْخُصُورُ
مَا تَصِيدُ الْأُسْدُ الْخَوَادِرُ إِلَّا ... ظَبِيَاتٍ كُنَاسُهُنَّ الْخُدُورُ
كُلُّ غُصْنِيَّةِ الْمَوَشَّحِ هَيْفَا ... ءُ عَلَى الْبَدْرِ جَيْبُهَا مَزْرُورُ
وَجَنَّاتٌ تَجْنِي الشَّقَائِقَ مِنْهَا ... وَثَنَايَا كَأَنَّهَا الْمَنْثُورُ
وَقَدْ كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي مُسْتَهَلِّ رَمَضَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً؛ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ الصُّوفِيَّةِ.
الْأَمِيرُ بَهَاءُ الدِّينِ قَرَاقُوشُ
الْفَحْلُ الْخَصِيُّ، أَحَدُ كُبَرَاءِ أُمَرَاءِ الدَّوْلَةِ الصَّلَاحِيَّةِ، كَانَ شَهْمًا شُجَاعًا فَاتِكًا، تَسَلَّمَ الْقَصْرَ لَمَّا مَاتَ الْعَاضِدُ، وَعَمَّرَ سُورَ