الْجَوْزِيِّ مُلَازِمًا لِمَجْلِسِهِ، وَكَانَ يَوْمُ جَنَازَتِهِ مَشْهُودًا; لِكَثْرَةِ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
مُظَفَّرُ بْنُ شَاشِيرَ الْوَاعِظُ الصُّوفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ، وَكَانَ يَعِظُ فِي الْأَعْزِيَةِ وَالْمَسَاجِدِ وَالْقُرَى، وَكَانَ ظَرِيفًا مَطْبُوعًا، قَامَ إِلَيْهِ إِنْسَانٌ وَهُوَ يَعِظُ، فَقَالَ لَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ: أَنَا مَرِيضٌ جَائِعٌ. فَقَالَ: احْمَدْ رَبَّكَ فَقَدْ عُوفِيتَ. وَاجْتَازَ عَلَى قَصَّابٍ يَبِيعُ لَحْمًا ضَعِيفًا، وَهُوَ يَقُولُ: أَيْنَ مَنْ حَلَفَ لَا يُغْبَنُ؟ فَقَالَ لَهُ: حَتَّى تُحْنِثَهُ؟ قَالَ: وَعَمِلْتُ مَرَّةً مَجْلِسًا بِبَعْقُوبَا، فَجَعَلَ هَذَا يَقُولُ: عِنْدِي لِلشَّيْخِ نِصْفِيَّةٌ، وَهَذَا يَقُولُ مِثْلَهُ، حَتَّى عَدُّوا نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ نِصْفِيَّةً، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اسْتَغْنَيْتُ اللَّيْلَةَ، فَأَرْجِعُ إِلَى الْبَلَدِ تَاجِرًا. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ إِذَا صُبْرَةٌ مِنْ شَعِيرٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ: هَذِهِ النِّصَافِي. وَإِذَا هِيَ مِكْيَلَةٌ يُسَمُّونَهَا النِّصَافِيَ. وَعَمِلْتُ مَرَّةً مَجْلِسًا بِبَاجِسْرَا، فَجَمَعُوا لِي شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا شَيْءٌ مِنْ صُوفِ الْجَوَامِيسِ وَقُرُونِهَا، فَقَامَ رَجُلٌ يُنَادِي عَلَيْهَا: كَمْ فِي صُوفِ الشَّيْخِ؟ فَقُلْتُ: لَا حَاجَةَ لِي بِهَذَا، وَأَنْتُمْ فِي حِلٍّ مِنْهُ. ذَكَرَهُ أَبُو شَامَةَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute