للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَجَلَّى وُجُودِي إِذْ تَجَلَّى لِبَاطِنِي … بِجَدٍ سَعِيدٍ أَوْ بِسَعْدٍ مُجَدَّدِ

لَقَدْ حُقَّ لِي عِشْقُ الْوُجُودِ وَأَهْلِهِ … وَقَدْ عَلِقَتْ كَفَّايَ جَمْعًا بِمُوجِدِي

ثُمَّ تَغَزَّلَ فَأَطَالَ إِلَى أَنْ قَالَ:

فَلَمَّا تَجَلَّى لِي عَلَى كُلِّ شَاهِدٍ … وَسَامَرَنِي بِالرَّمْزِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ

تَجَنَّبْتُ تَقْيِيدَ الْجَمَالِ تَرَفُّعًا … وَطَالَعْتُ أَسْرَارَ الْجَمَالِ الْمُبَدَّدِ

وَصَارَ سَمَاعِي مُطْلَقًا مِنْهُ بَدْؤُهُ … وَحَاشَى لِمِثْلِي مِنْ سَمَاعٍ مُقَيَّدِ

فِفِي كُلِّ مَشْهُودٍ لِقَلْبِيَ شَاهِدٌ … وَفِي كُلِّ مَسْمُوعٍ لَهُ لَحْنُ مَعْبَدِ

أَرَاهُ بِأَوْصَافِ الْجَمَالِ جَمِيعِهَا … بِغَيْرِ اعْتِقَادٍ لِلْحُلُولِ الْمُبَعَّدِ

فَفِي كُلِّ هَيْفَاءِ الْمَعَاطِفِ غَادَةٍ … وَفِي كُلِّ مَصْقُولِ السَّوَالِفِ أَغْيَدِ

وَفِي كُلِّ بَدْرٍ لَاحَ فِي لَيْلِ شِعْرِهِ … عَلَى كُلِّ غُصْنٍ مَائِسِ الْعِطْفِ أَمْلَدِ

وَعِنْدَ اعْتِنَاقِي كُلَّ قَدٍّ مُهَفْهَفٍ … وَرَشْفِي رِضَابًا كَالرَّحِيقِ الْمُبَرَّدِ

وَفِي الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالطِّيبِ وَالْحُلَى … عَلَى كُلِّ سَاجِي الطَّرْفِ لَدْنِ الْمُقَلَّدِ

وَفِي حُلَلِ الْأَثْوَابِ رَاقَتْ لِنَاظِرِي … بِزَبْرَجِهَا مِنْ مُذْهَبٍ وَمُوَرَّدِ

وَفِي الرَّاحِ وَالرَّيْحَانِ وَالسَّمْعِ وَالْغِنَا … وَفِي سَجْعِ تَرْجِيعِ الْحَمَامِ الْمُغَرِّدِ

وَفِي الدَّوْحِ وَالْأَنْهَارِ وَالزَّهْرِ وَالنَّدَى … وِفِي كُلِّ بُسْتَانٍ وَقَصْرٍ مُشَيَّدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>