للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَأَى النَّوْمُ عَنْ جَفْنِي فَبِتُّ مُسَهَّدَا … أَخَا كَلَفٍ حِلْفَ الصَّبَابَةِ مُوجِدَا

سَمِيرَ الثُّرَيَّا وَالنُّجُومِ مُدَلَّهًا … فَمِنْ وَلَهِي خِلْتُ الْكَوَاكَبَ رُكَّدَا

طَرِيحًا عَلَى فُرُشِ الصَّبَابَةِ وَالْأَسَى … فَمَا ضَرَّكُمْ لَوْ كُنْتُمُ لِي عُوَّدَا

تُقَلِّبُنِي أَيْدِي الْغَرَامِ بِلَوْعَةٍ … أَرَى النَّارَ مِنْ تِلْقَائِهَا لِي أَبْرَدَا

وَمَزَّقَ صَبْرِي بَعْدَ جِيرَانِ حَاجِزٍ … سَعِيرُ غَرَامٍ بَاتَ فِي الْقَلْبِ مُوقَدَا

فَأَمْطَرْتُهُ دَمْعِي لَعَلَّ زَفِيرَهُ … يَقِلُّ فَزَادَتْهُ الدُّمُوعُ تَوَقُّدَا

فَبِتُّ بِلَيْلٍ نَابِغِيٍّ وَلَا أَرَى … عَلَى النَّأْيِ مَنْ بَعْدَ الْأَحِبَّةِ مُسْعِدَا

فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلٍ تَبَاعَدَ فَجْرُهُ … عَلَيَّ إِلَى أَنْ خِلْتُهُ قَدْ تَخَلَّدَا

غَرَامًا وَوَجْدًا لَا يُحَدُّ أَقَلُّهُ … بِأَهْيَفَ مَعْسُولِ الْمَرَاشِفِ أَغْيَدَا

لَهُ طَلْعَةٌ كَالْبَدْرِ زَانَ جَمَالَهَا … بِطُرَّةِ شَعْرٍ حَالِكُ اللَّوْنِ أَسْوَدَا

يَهُزُّ مِنَ الْقَدِّ الرَّشِيقِ مُثَقَّفًا … وَيُشْهِرُ مِنْ جَفْنَيْهِ سَيْفًا مُهَنَّدَا

وَفِي وَرْدِ خَدَّيْهِ وَآسِ عِذَارِهِ … وَضَوْءِ ثَنَايَاهُ فَنِيتُ تَجَلُّدَا

غَدَا كُلُّ حُسْنٍ دُونَهُ مُتَقَاصِرًا … وَأَضْحَى لَهُ رَبُّ الْجَمَالِ مُوَحِّدَا

إِذَا مَا رَنَا وَاهْتَزَّ عِنْدَ لِقَائِهِ … سَبَاكَ فَلَمْ تَمْلِكْ لِسَانًا وَلَا يَدَا

وَتَسْجُدُ إِجْلَالًا لَهُ وَكَرَامَةً … وَتُقْسِمُ قَدْ أَمْسَيْتَ فِي الْحُسْنِ أَوْحَدَا

<<  <  ج: ص:  >  >>