نَأَى النَّوْمُ عَنْ جَفْنِي فَبِتُّ مُسَهَّدَا … أَخَا كَلَفٍ حِلْفَ الصَّبَابَةِ مُوجِدَا
سَمِيرَ الثُّرَيَّا وَالنُّجُومِ مُدَلَّهًا … فَمِنْ وَلَهِي خِلْتُ الْكَوَاكَبَ رُكَّدَا
طَرِيحًا عَلَى فُرُشِ الصَّبَابَةِ وَالْأَسَى … فَمَا ضَرَّكُمْ لَوْ كُنْتُمُ لِي عُوَّدَا
تُقَلِّبُنِي أَيْدِي الْغَرَامِ بِلَوْعَةٍ … أَرَى النَّارَ مِنْ تِلْقَائِهَا لِي أَبْرَدَا
وَمَزَّقَ صَبْرِي بَعْدَ جِيرَانِ حَاجِزٍ … سَعِيرُ غَرَامٍ بَاتَ فِي الْقَلْبِ مُوقَدَا
فَأَمْطَرْتُهُ دَمْعِي لَعَلَّ زَفِيرَهُ … يَقِلُّ فَزَادَتْهُ الدُّمُوعُ تَوَقُّدَا
فَبِتُّ بِلَيْلٍ نَابِغِيٍّ وَلَا أَرَى … عَلَى النَّأْيِ مَنْ بَعْدَ الْأَحِبَّةِ مُسْعِدَا
فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلٍ تَبَاعَدَ فَجْرُهُ … عَلَيَّ إِلَى أَنْ خِلْتُهُ قَدْ تَخَلَّدَا
غَرَامًا وَوَجْدًا لَا يُحَدُّ أَقَلُّهُ … بِأَهْيَفَ مَعْسُولِ الْمَرَاشِفِ أَغْيَدَا
لَهُ طَلْعَةٌ كَالْبَدْرِ زَانَ جَمَالَهَا … بِطُرَّةِ شَعْرٍ حَالِكُ اللَّوْنِ أَسْوَدَا
يَهُزُّ مِنَ الْقَدِّ الرَّشِيقِ مُثَقَّفًا … وَيُشْهِرُ مِنْ جَفْنَيْهِ سَيْفًا مُهَنَّدَا
وَفِي وَرْدِ خَدَّيْهِ وَآسِ عِذَارِهِ … وَضَوْءِ ثَنَايَاهُ فَنِيتُ تَجَلُّدَا
غَدَا كُلُّ حُسْنٍ دُونَهُ مُتَقَاصِرًا … وَأَضْحَى لَهُ رَبُّ الْجَمَالِ مُوَحِّدَا
إِذَا مَا رَنَا وَاهْتَزَّ عِنْدَ لِقَائِهِ … سَبَاكَ فَلَمْ تَمْلِكْ لِسَانًا وَلَا يَدَا
وَتَسْجُدُ إِجْلَالًا لَهُ وَكَرَامَةً … وَتُقْسِمُ قَدْ أَمْسَيْتَ فِي الْحُسْنِ أَوْحَدَا