للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" الْهِدَايَةَ "، وَكَانَ فَقِيهًا جَيِّدًا، وَدَرَّسَ بِأَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ بِدِمَشْقَ، ثُمَّ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِهَا، ثُمَّ خُطِبَ إِلَى قَضَاءِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، فَبَاشَرَ بِهَا مُدَّةً طَوِيلَةً، مَحْفُوظَ الْعِرْضِ، لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ هَدِيَّةً، وَلَا تَأْخُذُهُ فِي الْحُكْمِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ تَيْمِيَةَ شَيْخَ الْإِسْلَامِ فَمَنْ؟ وَقَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: أَتُحِبُّ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّينِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَحْبَبْتَ شَيْئًا مَلِيحًا. تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ السَّبْتِ رَابِعَ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَدُفِنَ بِالْقَرَافَةِ، وَكَانَ قَدْ عَيَّنَ لِمَنْصِبِهِ الْقَاضِيَ بُرْهَانَ الدِّينِ بْنَ عَبْدِ الْحَقِّ، فَنُفِّذَتْ وَصِيَّتُهُ بِذَلِكَ، وَأُرْسِلَ إِلَيْهِ إِلَى دِمَشْقَ فَأُحْضِرَ، فَبَاشَرَ الْحُكْمَ بَعْدَهُ وَجَمِيعَ جِهَاتِهِ.

الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْمُقْرِئُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ ابْنُ الشَّيْخِ الْإِمَامِ تَقِيِّ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَارَةَ بْنِ عَبْدِ الْوَلِيِّ بْنِ جُبَارَةَ الْمَقْدِسِيُّ الْمَرْدَاوِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، شَارِحُ " الشَّاطِبِيَّةِ "، وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ، وَعُنِيَ بِفَنِّ الْقِرَاءَاتِ فَبَرَزَ فِيهِ، وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ، وَقَدْ أَقَامَ بِمِصْرَ مُدَّةً، وَاشْتَغَلَ بِهَا عَلَى الْقَرَافِيِّ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ، وَتُوُفِّيَ بِالْقُدْسِ رَابِعَ رَجَبٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، كَانَ يُعَدُّ مِنَ الصُّلَحَاءِ الْأَخْيَارِ، سَمِعَ عَنْ خَطِيبِ مَرْدَى وَغَيْرِهِ.

ابْنُ الْعَاقُولِيِّ الْبَغْدَادِيُّ، الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ جَمَالُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>