اشْتَرَاهَا بِحَلَبَ وَقَدْ كَانَ عِنْدَهُ فَهْمٌ وَفِقْهٌ، وَفِيهِ دِيَانَةٌ وَاتِّبَاعٌ لِلشَّرِيعَةِ، وَقَدْ سَمَّعَ «الْبُخَارِيَّ» عَلَى الْحَجَّارِ، وَكَتَبَهُ جَمِيعَهُ بِخَطِّهِ، وَأَذِنَ لَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي الْإِفْتَاءِ، وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ ابْنِ تَيْمِيَةَ وَهُوَ بِمِصْرَ، تُوُفِّيَ وَلَمْ يُكْمِلِ الْخَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ يَكْرَهُ اللَّهْوَ، ﵀، وَلَمَّا خَرَجَ يَلْتَقِي نَهْرَ السَّاجُورِ خَرَجَ فِي ذُلٍّ وَمَسْكَنَةٍ، وَخَرَجَ مَعَهُ الْأُمَرَاءُ كَذَلِكَ مُشَاةً فِي تَكْبِيرٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَحْمِيدٍ، وَمَنَعَ الْمَغَانِيَ مِنَ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ فِي ذَلِكَ، ﵀.
الْقَاضِي ضِيَاءُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سَلِيمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَذْرَعِيُّ الشَّافِعِيُّ، تَنَقَّلَ فِي وِلَايَةِ الْأَقْضِيَةِ بِمَدَارِسَ كَثِيرَةٍ مُدَّةَ سِتِّينَ سَنَةً، وَحَكَمَ بِطَرَابُلُسَ، وَنَابُلُسَ، وَعَجْلُونَ، وَحِمْصَ، وَزُرَعَ، وَغَيْرِهَا، وَحَكَمَ بِدِمَشْقَ نِيَابَةً عَنِ الْقُونَوِيِّ نَحْوًا مِنْ شَهْرٍ، وَكَانَ عِنْدَهُ فَضِيلَةٌ، وَلَهُ نَظْمٌ كَثِيرٌ، نَظَمَ «التَّنْبِيهَ» فِي نَحْوِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفِ بَيْتٍ، وَتَصْحِيحَهُ فِي أَلْفٍ وَثَلَاثِمِائَةِ بَيْتٍ، وَلَهُ مَدَائِحُ، وَمُوَالِيَا، وَأَزْجَالٌ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَتْ وَفَاتُهُ بِالرَّمْلَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَالِثَ عِشْرِينَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، ﵀، وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلَادٍ مِنْهُمْ; عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَحَدُ الْفُضَلَاءِ، وَهُوَ مِمَّنْ جَمَعَ بَيْنَ عِلْمَيِ الشَّرِيعَةِ وَالطَّبِيعَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute