للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي عَشِيَّةِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ رَابِعَ عَشَرَهِ قَطَعَ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ مِمَّنْ وَجَبَ قَطْعُهُ مِنْ أَهَلِ الْحَبْسِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَأَضَافَ إِلَى قَطْعِ الْيَدِ قَطْعَ الرِّجْلِ مِنْ كُلٍّ مِنْهُمْ; لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّهُ تَكَرَّرَتْ جِنَايَاتُهُمْ، وَصُلِبَ ثَلَاثَةٌ بِالْمَسَامِيرِ مِمَّنْ وَجَبَ قَتْلُهُ، فَفَرِحَ النَّاسُ بِذَلِكَ لِقَمْعِهِ الْمُفْسِدِينَ، وَأَهْلَ الشُّرُورِ، وَالْعَبَثِ، وَالْفَسَادِ.

وَاشْتَهَرَ فِي الْعَشْرِ الْأَوْسَطِ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَفَاةُ الْأَمِيرِ سَيْفِ الدِّينِ طُقُزْدَمُرَ بَعْدَ وُصُولِهِ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ بِأَيَّامٍ، وَكَانَ ذَلِكَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ مُسْتَهَلِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَذُكِرَ أَنَّهُ رُسِمَ عَلَى وَلَدِهِ وَأُسْتَادَارِهِ وَدَوَادَارِهِ، وَطُلِبَ مِنْهُمْ مَالٌ جَزِيلٌ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَفِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ثَانِيَ عَشَرَهُ تُوُفِّيَ الْقَاضِي عَلَاءُ الدِّينِ بْنُ الْعِزِّ الْحَنَفِيُّ، نَائِبُ الْحُكْمِ بِبُسْتَانِهِ بِالصَّالِحِيَّةِ وَدُفِنَ بِهَا، وَذَلِكَ بَعْدَ عَوْدِ الْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّةِ إِلَيْهِ، وَأَخْذِهِ إِيَّاهَا مِنْ عَمِّهِ الْقَاضِي عِمَادِ الدِّينِ إِسْمَاعِيلَ، كَمَا قَدَّمْنَا، وَلَمْ يُدَرِّسْ فِيهَا إِلَّا يَوْمًا وَاحِدًا وَهُوَ مُتَمَرِّضٌ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الصَّالِحِيَّةِ، فَتَمَادَى بِهِ مَرَضُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَخَرَجَ الرَّكْبُ إِلَى الْحِجَازِ الشَّرِيفِ يَوْمَ السَّبْتِ حَادِيَ عَشَرَ شَوَّالٍ، وَخَرَجَ نَاسٌ وَتُجَّارٌ كَثِيرٌ جِدًّا، وَكَانَ قَدْ وَقَعَ قَلِيلُ مَطَرٍ، فَلَمَّا بَرَزُوا إِلَى الْكُسْوَةِ

<<  <  ج: ص:  >  >>