كَثِيرًا مِنَ الْبِلَادِ، فَوَقَعَتِ الْحُرُوبُ بَيْنَ أَهْلِهَا بِسَبَبِ ذَلِكَ، وَهَاجَتِ الْعَشِيرَاتُ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
وَفِي صَبِيحَةِ يَوْمِ السَّبْتِ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ خَرَجَ الْأَمِيرُ عَلِيٌّ الْمَارِدَانِيُّ مِنْ دِمَشْقَ فِي طُلْبِهِ مُسْتَجْمِلًا فِي أُبَّهَةِ النِّيَابَةِ، قَاصِدًا إِلَى حَلَبَ الْمَحْرُوسَةَ، وَقَدْ ضَرَبَ وَطَاقَهَ بِوَطْأَةِ بَرْزَةَ، فَخَرَجَ النَّاسُ لِلتَّفَرُّجِ عَلَى طُلْبِهِ. وَفِي هَذَا الْيَوْمِ بَعْدَ خُرُوجِ النَّائِبِ بِقَلِيلٍ دَخَلَ الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ طَيْدَمُرُ الْحَاجِبُ مِنَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ عَائِدًا إِلَى وَظِيفَةِ الْحُجُوبِيَّةِ فِي أُبَّهَةٍ عَظِيمَةٍ، وَتَلَقَّاهُ النَّاسُ بِالشُّمُوعِ، وَدَعَوْا لَهُ، ثُمَّ رَكِبَ مِنْ يَوْمِهِ إِلَى خِدْمَةِ مَلِكِ الْأُمَرَاءِ إِلَى وَطْأَةِ بَرْزَةَ، فَقَبَّلَ يَدَهُ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ مَلِكُ الْأُمَرَاءِ، وَاصْطَلَحَا.
[دُخُولُ نَائِبِ السَّلْطَنَةِ مَنْجَكَ إِلَى دِمَشْقَ]
َ الْمَحْرُوسَةِ
كَانَ ذَلِكَ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِ الْخَمِيسِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، مِنْ نَاحِيَةِ حَلَبَ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ الْأُمَرَاءُ وَالْجَيْشُ عَلَى الْعَادَةِ، وَأُوقِدَتِ الشُّمُوعُ وَخَرَجَ النَّاسُ، وَمِنْهُمْ مَنْ بَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى الْأَسْطِحَةِ، وَكَانَ يَوْمًا هَائِلًا.
وَفِي أَوَاخِرِ شَهْرِ رَجَبٍ بَرَزَ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ إِلَى الرَّبْوَةِ، وَأَحْضَرَ الْقُضَاةَ، وَوُلَاةَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute