للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ فِي تَكْرِيمٍ وَتَعْظِيمٍ - عَلَى عَادَةِ تَنْكِزَ - فَتَوَجَّهَ النَّائِبُ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَقَدِ اسْتَصْحَبَ مَعَهُ تُحَفًا سَنِيَّةً، وَهَدَايَا مُعَظَّمَةً تَصْلُحُ لِلْإِيوَانِ الشَّرِيفِ، فِي صَبِيحَةِ السَّبْتِ رَابِعَ عَشَرَهُ، وَخَرَجَ مَعَهُ الْقُضَاةُ وَالْأَعْيَانُ مِنَ الْحَجَبَةِ وَالْأُمَرَاءِ لِتَوْدِيعِهِ.

وَفِي أَوَائِلِ ذِي الْحِجَّةِ وَرَدَ كِتَابٌ مِنْ نَائِبِ السَّلْطَنَةِ بِخَطِّهِ إِلَى قَاضِي الْقُضَاةِ تَاجِ الدِّينِ الشَّافِعِيِّ يَسْتَدْعِيهِ إِلَى الْقُدْسِ الشَّرِيفِ، وَزِيَارَةِ قَبْرِ الْخَلِيلِ، وَيَذْكُرُ فِيهِ مَا عَامَلَهُ بِهِ السُّلْطَانُ مِنَ الْإِحْسَانِ، وَالْإِكْرَامِ، وَالِاحْتِرَامِ، وَالْإِطْلَاقِ، وَالْإِنْعَامِ; مِنَ الْخَيْلِ، وَالتُّحَفِ، وَالْمَالِ، وَالْغَلَّاتِ، فَتَوَجَّهَ نَحْوَهُ قَاضِيَ الْقُضَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ رَابِعَهُ عَلَى سِتَّةٍ مِنْ خَيْلِ الْبَرِيدِ، وَمَعَهُ تُحَفٌ، وَمَا يُنَاسِبُ مِنَ الْهَدَايَا، وَعَادَ عَشِيَّةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَامِنَ عَشَرَهُ إِلَى بُسْتَانِهِ.

وَوَقَعَ فِي هَذَا الشَّهْرِ وَالَّذِي قَبْلَهُ سُيُولٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا فِي أَمَاكِنَ مُتَعَدِّدَةٍ عِنْدَهُمْ، مِنْ ذَلِكَ مَا شَاهَدْنَا آثَارَهُ فِي مَدِينَةِ بَعْلَبَكَّ، أَتْلَفَ شَيْئًا كَثِيرًا مِنَ الْأَشْجَارِ، وَاخْتَرَقَ أَمَاكِنَ كَثِيرَةً مُتَعَدِّدَةً عِنْدَهُمْ، وَبَقِيَ آثَارُ سَيْحِهِ عَلَى أَرَاضٍ كَثِيرَةٍ، وَمِنْ ذَلِكَ سَيْلٌ وَقَعَ بِأَرْضِ خَيْرَانَ، أَتْلَفَ شَيْئًا كَثِيرًا جِدًّا، وَغَرِقَ فِيهِ قَاضِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَمَعَهُ بَعْضُ الْأَخْيَارِ، كَانُوا وُقُوفًا عَلَى أَكَمَةٍ فَدَهَمَهُمْ أَمْرٌ عَظِيمٌ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا دَفْعَهُ وَلَا مَنْعَهُ فَهَلَكُوا، وَمِنْ ذَلِكَ سَيْلٌ وَقَعَ بِنَاحِيَةِ جُبَّةِ عَسَّالٍ فَهَلَكَ بِهِ شَيْءٌ كَثِيرٌ مِنَ الْأَشْجَارِ، وَالْأَغْنَامِ، وَالْأَعْنَابِ، وَغَيْرِهَا، وَمِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>