وَصُورَةِ يُوسُفَ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ، مُرْدًا مُكَحَّلِينَ، أُولِي أَفَانِينَ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عُظِّمُوا وَفُخِّمُوا كَالْجِبَالِ». وَفِي رِوَايَةٍ: حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ بَاعًا، وَحَتَّى يَصِيرَ نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ ".
وَثَبَتَ أَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، إِنَّمَا يَكُونُ مُنْصَرَفُ طَعَامِهِمْ أَنَّهُمْ يَعْرَقُونَ وَيَتَجَشَّئُونَ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ، وَنَفَسُهُمْ تَسْبِيحٌ وَتَحْمِيدٌ وَتَكْبِيرٌ، وَأَوَّلُ زُمْرَةٍ مِنْهُمْ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ فِي الْبَهَاءِ كَأَضْوَأِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، وَأَنَّهُمْ يُجَامِعُونَ وَلَا يُولَدُ لَهُمْ، إِلَّا مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَنَامُونَ، لِكَمَالِ حَيَاتِهِمْ، وَكَثْرَةِ لَذَّاتِهِمْ، وَتَوَالِي نَعِيمِهِمْ وَمَسَرَّاتِهِمْ، وَكُلَّمَا ازْدَادُوا خُلُودًا ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا وَشَبَابًا وَقُوَّةً، وَازْدَادَتْ لَهُمُ الْجَنَّةُ حُسْنًا وَبَهَاءً وَطِيبًا وَضِيَاءً، وَكَانُوا أَرْغَبَ شَيْءٍ فِيهَا وَأَحْرَصَ عَلَيْهَا، وَكَانَتْ عِنْدَهُمْ أَعَزَّ وَأَغْلَى وَأَلَذَّ وَأَحْلَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا [الْكَهْفِ: ١٠٨]. وَهَذَا عَكْسُ حَالِ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَلَوْ كَانَ أَحَدُهُمْ فِي أَلَذِّ عَيْشٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute