للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُحَدِّثُكَ كَيْفَ كَانَ إِسْلَامِي؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: إِنِّي يَوْمًا فِي طَلَبِ ذَوْدٍ لِي، أَنَا مِنْهَا عَلَى أَثَرٍ، تَنْصَبُ وَتَصْعَدُ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِأَبْرَقِ الْعِرَاقِ، أَنَخْتُ رَاحِلَتِي وَقُلْتُ: أَعُوذُ بِعَظِيمِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ، أَعُوذُ بِرَئِيسِ هَذَا الْوَادِي. فَإِذَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ بِي

وَيْحَكَ عُذْ بِاللَّهِ ذِي الْجَلَالِ … وَالْمَجْدِ وَالنَّعْمَاءِ وَالْإِفْضَالِ

ثُمَّ اتْلُ آيَاتٍ مِنَ الْأَنْفَالِ … وَوَحِّدِ اللَّهَ وَلَا تُبَالِي

قَالَ: فَذُعِرْتُ ذُعْرًا شَدِيدًا ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي فَقُلْتُ:

يَا أَيُّهَا الْهَاتِفُ مَا تَقُولُ … أَرَشَدٌ عِنْدَكَ أَمْ تَضْلِيلُ

بَيِّنْ هَدَاكَ اللَّهُ مَا الْحَوِيلُ

قَالَ: فَقَالَ:

هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ذُو الْخَيْرَاتِ … بِيَثْرِبَ يَدْعُو إِلَى النَّجَاةِ

يَأَمْرُ بِالْبِرِّ وَبِالصَّلَاةِ … وَيَزَعُ النَّاسَ عَنِ الْهَنَاتِ

قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ حَتَّى آتِيَهُ، وَأُومِنَ بِهِ فَنَصَبْتُ رِجْلِي فِي غَرْزِ رَاحِلَتِي وَقُلْتُ:

أَرْشِدْنِي أَرْشِدْنِي هُدِيتَا … لَا جُعْتَ مَا عِشْتَ وَلَا عَرِيتَا

وَلَا بَرِحْتَ سَيِّدًا مَقِيتًا … لَا تُؤْثِرِ الْخَيْرَ الَّذِي أُتِيتَا

<<  <  ج: ص:  >  >>