للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى قَوْمِهِ، وَاسْتَحْيَا مِنْهُمْ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالِانْصِرَافِ، عَمِلَ شِعْرًا يُعَرِّضُ لَهُمْ بِالِانْصِرَافِ، وَأَمَرَ الْقَيْنَتَيْنِ أَنْ تُغَنِّيَهُمْ بِهِ، فَقَالَ:

أَلَّا يَا قَيْلُ وَيْحَكَ قُمْ فَهَيْنِمْ … لَعَلَّ اَللَّهَ يُصْبِحُنَا غَمَامًا

فَيَسْقِي أَرْضَ عَادٍ إِنَّ عَادًا … قَدَ أمْسَوْا لَا يُبِينُونَ اَلْكَلَامَا

مِنَ الْعَطَشِ اَلشَّدِيدِ فَلَيْسَ نَرْجُو … بِهِ اَلشَّيْخَ اَلْكَبِيرَ وَلَا اَلْغُلَامَا

وَقَدْ كَانَتْ نِسَاؤُهُمْ بِخَيْرٍ … فَقَدْ أَمْسَتْ نِسَاؤُهُمْ عِيَامًا

وَإِنَّ اَلْوَحْشَ يَأْتِيهِمْ جِهَارًا … وَلَا يَخْشَى لِعَادِيٍّ سِهَامًا

وَأَنْتُمْ هَاهُنَا فِيمَا اِشْتَهَيْتُمْ … نَهَارَكُمْ وَلَيْلَكُمُ اِلتَّمَامَا

فَقُبِّحَ وَفْدُكُمْ مِنْ وَفْدِ قَوْمٍ … وَلَا لُقُّوا اَلتَّحِيَّةَ وَالسَّلَامَا

قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ تَنَبَّهَ الْقَوْمُ لِمَا جَاءُوا لَهُ، فَنَهَضُوا إِلَى الْحَرَمِ وَدَعَوْا لِقَوْمِهِمْ فَدَعَا دَاعِيهِمْ، وَهُوَ قَيْلُ بْنُ عِتْرٍ فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَّابَاتٍ ثَلَاثًا; بَيْضَاءَ، وَحَمْرَاءَ، وَسَوْدَاءَ. ثُمَّ نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: اخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَلِقَوْمِكَ مِنْ هَذَا السَّحَابِ. فَقَالَ: اخْتَرْتُ السَّحَابَةَ السَّوْدَاءَ فَإِنَّهَا أَكْثَرُ السَّحَابِ مَاءً. فَنَادَاهُ مُنَادٍ: اخْتَرْتَ رَمَادًا رِمْدَدًا لَا تُبْقِي مِنْ عَادٍ أَحَدًا لَا وَالِدًا تَتْرُكُ وَلَا وَلَدًا، إِلَّا جَعَلَتْهُ هَمِدَا، إِلَّا بَنِي اللَّوْذِيَّةِ الْمُهْدَا. قَالَ: وَهُوَ بَطْنٌ مِنْ عَادٍ كَانُوا مُقِيمِينَ بِمَكَّةَ فَلَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ قَوْمَهُمْ. قَالَ: وَمَنْ بَقِيَ مِنْ أَنْسَابِهِمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>