للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي «الصَّحِيحَيْنِ» أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ مُصَابَهُمْ وَهُوَ، ، فَوْقَ الْمِنْبَرِ، جَعَلَ يَقُولُ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ». قَالَ: وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ. وَقَالَ: «وَمَا يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ أَنَّهُ شَهِدَ لَهُمْ بِالشَّهَادَةِ، فَهُمْ مِمَنْ يُقْطَعُ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ.

وَقَدْ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَابْنَ رَوَاحَةَ:

عَيْنُ جُودِي بِدَمْعِكِ الْمَنْزُورِ … وَاذْكُرِي فِي الرَّخَاءِ أَهَلَ الْقُبُورِ

وَاذْكُرِي مُؤْتَةَ وَمَا كَانَ فِيهَا … يَوْمَ رَاحُوا فِي وَقَعْةِ التَّغْوِيرِ

حِينَ رَاحُوا وَغَادَرُوا ثَمَّ زَيْدًا … نِعْمَ مَأْوَى الضَّرِيكِ وَالْمَأْسُورِ

حِبَّ خَيْرِ الْأَنَامِ طُرًّا جَمِيعًا … سَيِّدِ النَّاسِ حُبُّهُ فِي الصُّدُورِ

ذَاكُمُ أَحْمَدُ الَّذِي لَا سِوَاهُ … ذَاكَ حُزْنِي لَهُ مَعًا وَسُرُورِي

<<  <  ج: ص:  >  >>