للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَزَعَمَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّهُ لَمْ يُسْلِمْ، بَلْ صَارَ إِلَى بِلَادِ الرُّومِ فَتَنَصَّرَ وَمَاتَ بِهَا -:

فَمَنْ كَانَ يَبْغِينَا يُرِيدُ قِتَالَنَا … فَإِنَّا بِدَارٍ مَعْلَمٍ لَا نَرِيمُهَا

وَجَدْنَا بِهَا الْآبَاءَ مِنْ قَبْلِ مَا تَرَى … وَكَانَتْ لَنَا أَطْوَاؤُهَا وَكُرُومُهَا

وَقَدْ جَرَّبَتْنَا قَبْلُ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ … فَأَخْبَرَهَا ذُو رَأْيِهَا وَحَلِيمُهَا

وَقَدْ عَلِمَتْ إِنْ قَالَتِ الْحَقَّ أَنَّنَا … إِذَا مَا أَبَتْ صُعْرُ الْخُدُودِ نُقِيمُهَا

نُقَوِّمُهَا حَتَّى يَلِينَ شَرِيسُهَا … وَيُعْرَفَ لِلْحَقِّ الْمُبِينِ ظَلُومُهَا

عَلَيْنَا دِلَاصٌ مِنْ تُرَاثِ مُحَرِّقٍ … كَلَوْنِ السَّمَاءِ زَيَّنَتْهَا نُجُومُهَا

نُرَفِّعُهَا عَنَّا بِبِيضٍ صَوَارِمَ … إِذَا جُرِّدَتْ فِي غَمْرَةٍ لَا نَشِيمُهَا

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَالَ شَدَّادُ بْنُ عَارَضٍ الْجُشَمِيُّ فِي مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى الطَّائِفِ:

لَا تَنْصُرُوا اللَّاتَ إِنَّ اللَّهَ مُهْلِكُهَا … وَكَيْفَ يُنْصَرُ مَنْ هُوَ لَيْسَ يَنْتَصِرُ

إِنَّ الَّتِي حُرِّقَتْ بِالسُّدِّ فَاشْتَعَلَتْ … وَلَمْ تُقَاتِلْ لَدَى أَحْجَارِهَا هَدَرُ

إِنَّ الرَّسُولَ مَتَى يَنْزِلْ بِلَادَكُمُ … يَظْعَنْ وَلَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا بَشَرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>