للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِحَاضِرَةِ بَلَدِ بُصَرَى، أَنَّهُمْ رَأَوْا صَفَحَاتِ أَعْنَاقِ إِبِلِهِمْ فِي ضَوْءِ هَذِهِ النَّارِ الَّتِي ظَهَرَتْ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ.

وَقَدْ ذَكَرَ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَجَئُوا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ إِلَى الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ، وَتَابُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبٍ كَانُوا عَلَيْهَا، وَاسْتَغْفَرُوا عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، مِمَّا سَلَفَ مِنْهُمْ، وَأَعْتَقُوا الْغِلْمَانَ، وَتَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِهِمْ وَمَحَاويجِهِمْ، وَقَدْ قَالَ قَائِلُهُمْ فِي ذَلِكَ:

يَا كَاشِفَ الضُّرِّ صَفْحًا عَنْ جَرَائِمِنَا … لَقَدْ أَحَاطَتْ بِنَا يَا رَبِّ بَأْسَاءُ

نَشْكُو إِلَيْكَ خُطُوبًا لَا نُطِيقُ لَهَا … حَمْلًا وَنَحْنُ بِهَا حَقًّا أَحِقَّاءُ

زَلَازِلًا تَخْشَعُ الصُّمُّ الصِّلَادُ لَهَا … وَكَيْفَ يَقْوَى عَلَى الزِّلْزَالِ شَمَّاءُ

أَقَامَ سَبْعًا يَرُجُّ الْأَرْضَ فَانْصَدَعَتْ … عَنْ مَنْظَرٍ مِنْهُ عَيْنُ الشَّمْسِ عَشْوَاءُ

بَحْرٌ مِنَ النَّارِ تَجْرِي فَوْقَهُ سُفُنٌ … مِنَ الْهِضَابِ لَهَا فِي الْأَرْضِ إِرْسَاءُ

يُرَى لَهَا شَرَرٌ كَالْقَصْرِ طَائِشَةٌ … كَأَنَّهَا دِيمَةٌ تَنْصِبُّ هَطْلَاءُ

تَنْشَقُّ مِنْهَا قُلُوبُ الصَّخْرِ إِنْ زَفَرَتْ … رُعْبًا وَتَرْعُدُ مِثْلَ الشُّهُبِ أَضْوَاءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>