مُبَايَعَةٍ حَتَّى تَأْتُونِي بِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي حَتَّى يُبَايِعَهُ، فَانْطَلَقَ جَابِرٌ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا: مَاذَا تَرَيْنَ؟ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ أُقْتَلَ وَهَذِهِ بَيْعَةُ ضَلَالَةٍ. فَقَالَتْ: أَرَى أَنْ تُبَايِعَ، فَإِنِّي قَدْ أَمَرْتُ ابْنِي عُمَرَ، وَخَتَنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَمْعَةَ ; وَهُوَ زَوْجُ ابْنَتِهَا زَيْنَبَ أَنْ يُبَايِعَا، فَأَتَاهُ جَابِرٌ فَبَايَعَهُ.
قَالَ: وَهَدَمَ بُسْرٌ دُورًا بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَخَافَهُ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَقَالَ لَهُ بُسْرٌ: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ بِصَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَلِكَ. فَخَلَّى عَنْهُ، وَكَتَبَ أَبُو مُوسَى قَبْلَ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ أَنَّ خَيْلًا مَبْعُوثَةً مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيَةَ تَقْتُلُ مِنْ أَبَى أَنْ يُقِرَّ بِالْحُكُومَةِ، ثُمَّ مَضَى بُسْرٌ إِلَى الْيَمَنِ وَعَلَيْهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَفَرَّ إِلَى الْكُوفَةِ حَتَّى لَحِقَ بِعَلِيٍّ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْيَمَنِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَدَانِ الْحَارِثِيَّ، فَلَمَّا دَخَلَ بُسْرٌ الْيَمَنَ قَتَلَهُ، وَقَتَلَ ابْنُهُ، وَلَقِيَ بُسْرٌ ثَقَلَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَفِيهِ ابْنَانِ لَهُ صَغِيرَانِ، فَقَتَلَهُمَا وَهُمَا ; عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَقُثَمُ، وَقِيلَ: إِنَّهُ ذَبَحَهُمَا بَيْنَ يَدَيْ أُمِّهِمَا، فَزَاغَ عَقْلُهَا وَوَسْوَسَتْ مِمَّا رَأَتْ، فَكَانَتْ بَعْدَ ذَلِكَ تَقِفُ فِي الْمَوَاسِمِ مَبْهُوتَةً زَائِغَةَ الْعَقْلِ، تَنْدُبُ وَلَدَيْهَا. وَيُقَالُ: إِنَّ بُسْرًا قَتَلَ فِي مَسِيرِهِ هَذَا خَلْقًا مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ، وَهَذَا الْخَبَرُ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَصْحَابِ الْمُغَازِي وَالسِّيَرِ، وَفِي صِحَّتِهِ عِنْدِي نَظَرٌ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute