للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَزَادَ غَيْرُهُ:

لَمَّا انْتَهَيْنَا وَبَابُ الدَّارِ مُنْصَفِقٌ … بِصَوْتِ رَمْلَةَ رِيعَ الْقَلْبُ فَانْصَدَعَا

مَنْ لَا تَزَلْ نَفْسُهُ تُوفِي عَلَى شَرَفٍ … تُوشِكُ مَقَادِيرُ تِلْكَ النَّفْسِ أَنْ تَقَعَا

أَوْدَى ابْنُ هِنْدَ وَأَوْدَى الْمَجْدُ يَتْبَعُهُ … كَانَا جَمِيعًا خَلِيطًا سَالِمَيْنِ مَعَا

أَغَرُّ أَبْلَجُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ … لَوْ قَارَعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلَامِهِمْ قَرَعَا

لَا يَرْقَعُ النَّاسُ مَا أَوْهَى وَإِنْ جَهِدُوا … أَنْ يَرْقَعُوهُ وَلَا يُوهُونَ مَا رَقَعَا

قَالَ الشَّافِعِيُّ: سَرَقَ يَزِيدُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ مِنَ الْأَعْشَى. ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ دَخَلَ قَبْلَ مَوْتِ أَبِيهِ دِمَشْقَ، وَأَنَّهُ أَوْصَى إِلَيْهِ. وَهَذَا قَدْ قَالَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، وَلَكِنَّ الْجُمْهُورَ عَلَى أَنَّ يَزِيدَ لَمْ يَدْخُلْ دِمَشْقَ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ، وَأَنَّهُ صَلَّى عَلَى قَبْرِهِ بِالنَّاسِ، كَمَا قَدَّمْنَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَالَ أَبُو الْوَرْدِ الْعَنْبَرِيُّ يَرْثِي مُعَاوِيَةَ، :

أَلَا أَنْعَى مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ … نَعَاهُ الْحِلُّ لِلشَّهْرِ الْحَرَامِ

نَعَاهُ النَّاعِجَاتُ بِكُلِّ فَجٍّ … خَوَاضِعَ فِي الْأَزِمَّةِ كَالسِّهَامِ

فَهَاتِيكَ النُّجُومُ وَهُنَّ خُرْسٌ … يَنُحْنَ عَلَى مُعَاوِيَةَ الشَّآمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>