للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دَيِّنًا شَاعِرًا إِسْلَامِيًّا، مِنْ أَفْصَحِ الشُّعَرَاءِ فِي زَمَانِهِ.

وَكَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ رَاوِيَتَهُ، وَهُوَ يَرْوِي عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَشْرَمٍ، عَنِ الْحُطَيْئَةِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَابْنِهِ كَعْبٍ. قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: كَانَ جَمِيلٌ أَشْعَرَ الْعَرَبِ، حَيْثُ يَقُولُ:

وَخَبَّرْتُمَانِي أَنَّ تَيْمَاءَ مَنْزِلٌ … لِلَيْلَى إِذَا مَا الصَّيْفُ أَلْقَى الْمَرَاسِيَا

فَهَذِي شُهُورُ الصَّيْفِ عَنَّا قَدِ انْقَضَتْ … فَمَا لِلنَّوَى تَرْمِي بِلَيْلَى الْمَرَامِيَا

وَمِنْهَا قَوْلُهُ:

وَمَا زِلْتِ بِي يَا بُثْنُ حَتَّى لَوَ انَّنِي … مِنَ الشَّوْقِ أَسَتَبْكِي الْحَمَامَ بَكَى لِيَا

وَمَا زَادَنِي الْوَاشُونَ إِلَّا صَبَابَةً … وَلَا كَثْرَةُ النَّاهِينَ إِلَّا تَمَادِيَا

وَمَا أَحْدَثَ النَّأْيُ الْمُفَرِّقُ بَيْنَنَا … سُلُوًّا وَلَا طُولُ اللَّيَالِي تَقَالِيَا

أَلَمْ تَعْلَمِي يَا عَذْبَةَ الرِّيقِ أَنَّنِي … أَظَلُّ إِذَا لَمْ أَلْقَ وَجْهَكِ صَادِيَا

لَقَدْ خِفْتُ أَنْ أَلْقَى الْمَنِيَّةَ بَغْتَةً … وَفِي النَّفْسِ حَاجَاتٌ إِلَيْكِ كَمَا هِيَا

وَمِمَّا أَوْرَدَهُ لَهُ الْقَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ فِي الْوَفِيَّاتِ قَوْلُهُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>