للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ … وَكُنْ لِوَعِيدِ اللَّهِ تَخْشَى وَتَضْرَعُ

وَوَفِّرْ خَرَاجَ الْمُسْلِمِينَ وَفَيْئَهُمْ … وَكُنْ لَهُمُ حِصْنًا تُجِيرُ وَتَمْنَعُ

فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ:

لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَ الرَّسُولُ بِكُتْبِكُمْ … قَرَاطِيسَ تُمْلَى ثُمَّ تُطْوَى فَتُطْبَعُ

كِتَابٌ أَتَانِي فِيهِ لِينٌ وَغِلْظَةٌ … وَذُكِّرْتُ وَالذِّكْرَى لِذِي اللُّبِّ تَنْفَعُ

وَكَانَتْ أُمُورٌ تَعْتَرِينِي كَثِيرَةٌ … فَأَرْضَخُ أَوْ أَعْتَلُّ حِينًا فَأَمْنَعُ

إِذَا كُنْتُ سَوْطًا مِنْ عَذَابٍ عَلَيْهِمُ … وَلَمْ يَكُ عِنْدِي بِالْمَنَافِعِ مَطْمَعُ

أَيَرْضَى بِذَاكَ النَّاسُ أَوْ يَسْخَطُونَهُ … أَمُ احْمَدُ فِيهِمْ أَمْ أُلَامُ فَأُقْذَعُ

وَكَانَتْ بِلَادٌ جِئْتُهَا حِينَ جِئْتُهَا … بِهَا كُلُّ نِيرَانِ الْعَدَاوَةِ تَلْمَعُ

فَقَاسَيْتُ مِنْهَا مَا عَلِمْتَ وَلَمْ أَزَلْ … أُصَارِعُ حَتَّى كِدْتُ بِالْمَوْتِ أُصْرَعُ

وَكَمْ أَرَجَفُوا مِنْ رَجْفَةٍ قَدْ سَمِعْتُهَا … وَلَوْ كَانَ غَيْرِي طَارَ مِمَّا يُرَوَّعُ

وَكُنْتُ إِذَا هَمُّوا بِإِحْدَى قَنَاتِهِمْ … حَسَرْتُ لَهُمْ رَأْسِي وَلَا أَتَقَنَّعُ

فَلَوْ لَمْ يَذُدْ عَنِّي صَنَادِيدُ مِنْهُمُ … تُقَسِّمُ أَعْضَائِي ذِئَابٌ وَأَضْبُعُ

قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنِ اعْمَلْ بِرَأْيِكَ. وَقَالَ التَّوْزِيُّ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِسَارِقٍ، فَقَالَ لَهُ: لَقَدْ كُنْتَ غَنِيًّا أَنْ يَأْتِيَكَ الْحُكْمُ، فَيُبْطِلَ عَلَيْكَ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: إِذَا قَلَّ ذَاتُ الْيَدِ سَخَتِ النَّفْسُ بِالْمَتَالِفِ. قَالَ: صَدَقْتَ، وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حُسْنُ اعْتِذَارٍ يُبْطِلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>