للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاسُ عِنْدَهُ لِذَلِكَ، وَكَانَ فِيهِمُ الْفَرَزْدَقُ الشَّاعِرُ، فَقَالَ: أَنَا أُجِيبُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ الْوَلِيدُ: وَمَا هُوَ وَيْحَكَ؟ فَقَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا، وَسُلَيْمَانُ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ، فَفَهَّمَهُ اللَّهُ مَا لَمْ يَفْهَمْهُ أَبُوهُ. فَأَعْجَبَ ذَلِكَ الْوَلِيدَ، فَأَرْسَلَ بِهِ جَوَابًا إِلَى مَلِكِ الرُّومِ. وَقَدْ قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي ذَلِكَ:

فَرَّقْتَ بَيْنَ النَّصَارَى فِي كَنَائِسِهِمْ … وَالْعَابِدِينَ مَعَ الْأَسْحَارِ وَالْعَتَمِ

وَهُمْ جَمِيعًا إِذَا صَلَّوْا وَأَوْجُهُهُمْ … شَتَّى إِذَا سَجَدُوا لِلَّهِ وَالصَّنَمِ

وَكَيْفَ يَجْتَمِعُ النَّاقُوسُ يَضْرِبُهُ … أَهْلُ الصَّلِيبِ مَعَ الْقُرَّاءِ لَمْ تَنَمِ

فُهِّمْتَ تَحْوِيلَهَا عَنْهُمْ كَمَا فَهِمَا … إِذْ يَحْكُمَانِ لَهُمْ فِي الْحَرْثِ وَالْغَنَمِ

دَاوُدُ وَالْمَلِكُ الْمَهْدِيُّ إِذْ جَزَّا … أَوْلَادَهَا وَاجْتِزَازُ الصُّوفِ بِالْجَلَمِ

فَهَّمَكَ اللَّهُ تَحْوِيلًا لِبَيْعَتِهِمْ … عَنْ مَسْجِدٍ فِيهِ يُتْلَى طَيِّبُ الْكَلِمِ

مَا مِنْ أَبٍ حَمَلَتْهُ الْأَرْضُ نَعْلَمُهُ … خَيْرٌ بَنِينَ وَلَا خَيْرٌ مِنَ الْحَكَمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>