للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَقَدْ بَالَغَ هَذَا الشَّاعِرُ فِي بَيْتِهِ الْأَخِيرِ، وَعَبْهَرُ أُمُّ وَلَدٍ لَهُ. وَقَالَ الطِّرْمَاحُ فِي هَذِهِ الْوَقْعَةِ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا قُتَيْبَةُ عَلَى يَدِ وَكِيعِ بْنِ أَبِي سُودٍ:

لَوْلَا فَوَارِسُ مَذْحِجِ ابْنَةِ مَذْحِجِ … وَالْأَزْدُ زُعْزِعَ وَاسْتُبِيحَ الْعَسْكَرُ

وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْبِلَادُ وَلَمْ يَؤُبْ … مِنْهُمْ إِلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ مُخَبِّرُ

وَاسْتَضْلَعَتْ عُقَدُ الْجَمَاعَةِ وَازْدَرَى … أَمْرُ الْخَلِيفَةِ وَاسْتُحِلَّ الْمُنْكَرُ

قَوْمٌ هُمُو قَتَلُوا قُتَيْبَةَ عَنْوَةً … وَالْخَيْلُ جَانِحَةٌ عَلَيْهَا الْعِثْيَرُ

بِالْمَرْجِ مَرْجِ الصِّينِ حَيْثُ تَبَيَّنَتْ … مُضَرُ الْعِرَاقِ مَنِ الْأَعَزُّ الْأَكْبَرُ

إِذْ حَالَفَتْ جَزَعًا رَبِيعَةُ كُلُّهَا … وَتَفَرَّقَتْ مُضَرٌ وَمَنْ يَتَمَضَّرُ

وَتَقَدَّمَتْ أَزْدُ الْعِرَاقِ وَمَذْحِجٌ … لِلْمَوْتِ يَجْمَعُهَا أَبُوهَا الْأَكْبَرُ

قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلَّ مُدَجَّجٍ … تَحْمِي بَصَائِرَهُنَّ إِذْ لَا تُبْصِرُ

وَالْأَزْدُ تَعْلَمُ أَنَّ تَحْتَ لِوَائِهَا … مُلْكًا قُرَاسِيَةً وَمَوْتٌ أَحْمَرُ

فَبِعِزِّنَا نُصِرَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ … وَبِنَا تَثَبَّتَ فِي دِمَشْقَ الْمِنْبَرُ

وَقَدْ بَسَطَ ابْنُ جَرِيرٍ هَذِهِ الْقِصَّةَ بَسَطًا كَثِيرًا وَذَكَرَ أَشْعَارًا كَثِيرَةً جِدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>