للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ جَرِيرٌ يَرْثِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

يَنْعَى النُّعَاةُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَنَا … يَا خَيْرَ مَنْ حَجَّ بَيْتَ اللَّهِ وَاعْتَمَرَا

حَمَلْتَ أَمْرًا عَظِيمًا فَاضْطَلَعْتَ بِهِ … وَقُمْتَ فِيهِ بِأَمْرِ اللَّهِ يَا عُمْرَا

الشَّمْسُ كَاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطَالِعَةٍ … تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومُ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا

وَقَالَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ يَرْثِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:

لَوْ أَعْظَمَ الْمَوْتُ خَلْقًا أَنْ يُوَاقِعَهُ … لِعَدْلِهِ لَمْ يُصِبْكَ الْمَوْتُ يَا عُمَرُ

كَمْ مِنْ شَرِيعَةِ عَدْلٍ قَدْ نَعَشْتَ لَهُمْ … كَادَتْ تَمُوتُ وَأُخْرَى مِنْكَ تُنْتَظَرُ

يَا لَهَفَ نَفْسِي وَلَهَفَ الْوَاجِدِينَ مَعِي … عَلَى الْعُدُولِ الَّتِي تَغْتَالُهَا الْحَفْرُ

ثَلَاثَةٌ مَا رَأَتْ عَيْنِي لَهُمْ شَبَهًا … تَضُمُّ أَعْظُمَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ الْحُفَرُ

وَأَنْتَ تَتْبَعُهُمْ لَمْ تَأْلُ مُجْتَهِدًا … سُقْيًا لَهَا سُنَنٌ بِالْحَقِّ تَفْتَقِرُ

لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ وَالْأَقْدَارُ غَالِبَةٌ … تَأْتِي رَوَاحًا وَتِبْيَانًا وَتَبْتَكِرُ

صَرَفْتُ عَنْ عُمَرَ الْخَيْرَاتِ مَصْرَعَهُ … بِدَيْرِ سَمْعَانَ لَكِنْ يَغْلِبُ الْقَدْرُ

قَالُوا: وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِدَيْرِ سَمْعَانَ مِنْ أَرْضِ حِمْصَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَقِيلَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>