للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَرَعْتَ لَنَا دِينَ الْهُدَى بَعْدَ جَوْرِنَا … عَنِ الْحَقِّ لَمَّا أَصْبَحَ الْحَقُّ مُظْلِمَا

وَنَوَّرْتَ بِالْبُرْهَانِ أَمْرًا مُدَلَّسًا … وَأَطْفَأْتَ بِالْقُرْآنِ نَارًا تَضَرَّمَا

فَمَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي النَّبِيَّ مُحَمَّدًا … وَكُلُّ امْرِئٍ يُجْزَى بِمَا كَانَ قَدَّمَا

أَقَمْتَ سَبِيلَ الْحَقِّ بَعْدَ اعْوِجَاجِهِ … وَكَانَ قَدِيمًا رُكْنُهُ قَدْ تَهَدَّمَا

تَعَالَى عُلُوًّا فَوْقَ عَرْشِ إِلَهُنَا … وَكَانَ مَكَانُ اللَّهِ أَعْلَى وَأَعْظَمَا

فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَكَ يَا عَدِيُّ! مَنْ بِالْبَابِ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ فَقَالَ: أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

ثُمَّ نَبَّهْتُهَا فَهَبَّتْ كِعَابًا … طَفْلَةٌ مَا تَبِينُ رَجْعَ الْكَلَامِ

سَاعَةً ثُمَّ إِنَّهَا بَعْدُ قَالَتْ … وَيْلَتَا قَدْ عَجِلْتَ يَا ابْنَ الْكِرَامِ

أَعَلَى غَيْرِ مَوْعِدٍ جِئْتَ تُسْرِي … تَتَخَطَّى إِلَى رُءُوسِ النِّيَامِ

مَا تَجَشَّمْتَ مَا تُرِيدُ مِنَ الْأَمْ … رِ وَلَا جِئْتَ طَارِقًا لِخِصَامِ

فَلَوْ كَانَ عَدُوُّ اللَّهِ إِذْ فَجَرَ كَتَمَ وَسَتَرَ عَلَى نَفْسِهِ! لَا يَدْخُلُ عَلَيَّ وَاللَّهِ أَبَدًا. فَمَنْ بِالْبَابِ سِوَاهُ؟ قَالَ: هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ - يَعْنِي الْفَرَزْدَقَ - فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

هُمَا دَلَّتَانِي مِنْ ثَمَانِينَ قَامَةً … كَمَا انْقَضَّ بَازٍ أَقْتَمُ الرِّيشِ كَاسِرُهْ

فَلَمَّا اسْتَوَتْ رِجْلَايَ بِالْأَرْضِ قَالَتَا … أَحَيٌّ يُرَجَّى أَمْ قَتِيلٌ نُحَاذِرُهْ

لَا يَطَأُ وَاللَّهِ بِسَاطِي وَهُوَ كَاذِبٌ. فَمَنْ سِوَاهُ بِالْبَابِ؟ قَالَ: الْأَخْطَلُ. قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>