للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَشَرْتُكُمْ وَطَوَيْتُكُمْ، وَطَوَيْتُكُمْ وَنَشَرْتُكُمْ، فَمَا عِنْدِي مِنْكُمْ عَشَرَةٌ عَلَى دِينٍ، فَاتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ لَئِنِ اخْتَلَفَ فِيكُمْ سَيْفَانِ لَيَتَمَنَّيْنَّ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَنْ يَنْخَلِعَ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَلَمْ يَكُنْ رَآهَا. ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ النَّابِغَةِ:

فَإِنْ يَغْلِبْ شَقَاؤُكُمُ عَلَيْكُمْ ... فَإِنِّي فِي صَلَاحِكُمُ سَعَيْتُ

وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْوَرْدِ الْجَعْدِيُّ:

أَبِيتُ أَرْعَى النُّجُومَ مُرْتِفِقًا ... إِذَا اسْتَقَلَّتْ تَجْرِي أَوَائِلُهَا

مِنْ فِتْنَةٍ أَصْبَحَتْ مُجَلِّلَةً ... قَدْ عَمَّ أَهْلَ الصَّلَاةِ شَامِلُهَا

مَنْ بِخُرَاسَانَ وَالْعِرَاقِ وَمَنْ ... بِالشَّامِ كُلٌّ شَجَاهُ شَاغِلُهَا

فَالنَّاسُ مِنْهَا فِي لَوْنٍ مُظْلِمَةٍ ... دَهْمَاءَ مُلْتَجَّةٍ غَيَاطِلُهَا

يُمْسِي السَّفِيهُ الَّذِي يُعَنَّفُ بِالْ ... جَهْلِ سَوَاءً فِيهَا وَعَاقِلُهَا

وَالنَّاسُ فِي كُرْبَةٍ يَكَادُ لَهَا ... تَنْبِذُ أَوْلَادَهَا حَوَامِلُهَا

يَغْدُونَ مِنْهَا فِي ظِلِّ مُبْهَمَةٍ ... عَمْيَاءَ تَغْتَالُهُمْ غَوَائِلُهَا

لَا يَنْظُرُ النَّاسُ مِنْ عَوَاقِبِهَا ... إِلَّا الَّتِي لَا يَبِينُ قَائِلُهَا

كَرَغْوَةِ الْبَكْرِ أَوْ كَصَيْحَةِ حُبْ ... لَى طَرَقَتْ حَوْلَهَا قَوابِلُهَا

فَجَاءَ فِينَا يَزْرِي بِوِجْهَتِهِ ... فِيهَا خُطُوبٌ جَمٌّ زَلْازِلُهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>