للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَتْ زُبَيْدَةُ لِمَنْصُورٍ النَّمَرِيِّ: قُلْ شِعْرًا تُحَبِّبُ فِيهِ بَغْدَادَ إِلَى الرَّشِيدِ، فَقَدِ اخْتَارَ سُكْنَى الرَّافِقَةِ. فَقَالَ:

مَاذَا بِبَغْدَادَ مِنْ طِيبِ الْأَفَانِينِ … وَمِنْ مَنَازِلَ لِلدُّنْيَا وَلِلدِّينِ

تُحْيِي الرِّيَاحُ بِهَا الْمَرْضَى إِذَا نَسَمَتْ … وَجَوَّشَتْ بَيْنَ أَغْصَانِ الرَّيَاحِينِ

قَالَ: فَأَعْطَتْهُ أَلْفَيْ دِينَارٍ.

وَقَالَ الْخَطِيبُ: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ طَاهِرِ بْنِ مُظَفَّرِ بْنِ طَاهِرٍ الْخَازِنِ بِخَطِّهِ مِنْ شِعْرِهِ:

سَقَى اللَّهُ صَوْبَ الْغَادِيَاتِ مَحَلَّةً … بِبَغْدَادَ بَيْنَ الْكَرْخِ فَالْخُلْدِ فَالْجِسْرِ

هِيَ الْبَلْدَةُ الْحَسْنَاءُ خُصَّتْ لِأَهْلِهَا … بِأَشْيَاءَ لَمْ يُجْمَعْنَ مُذْ كُنَّ فِي مِصْرِ

هَوَاءٌ رَقِيقٌ فِي اعْتِدَالٍ وَصِحَّةٍ … وَمَاءٌ لَهُ طَعْمٌ أَلَذُّ مِنَ الْخَمْرِ

وَدِجْلَتُهَا شَطَّانِ قَدْ نُظِمَا لَنَا … بِتَاجٍ إِلَى تَاجٍ وَقَصْرٍ إِلَى قَصْرِ

ثَرَاهَا كَمِسْكٍ وَالْمِيَاهُ كَفِضَّةٍ … وَحَصْبَاؤُهَا مِثْلُ الْيَوَاقِيتِ وَالدُّرِّ

وَقَدْ أَوْرَدَ الْخَطِيبُ فِي هَذَا أَشْعَارًا كَثِيرَةً، وَفِيمَا ذَكَرْنَا كِفَايَةٌ.

وَقَدْ كَانَ الْفَرَاغُ مِنْ بِنَاءِ بَغْدَادَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ - أَعْنِي سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>