للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَأَنَّهُ لِلْمَنَايَا وَالرَّدَى غَرَضٌ … تَظَلُّ فِيهِ بَنَاتُ الدَّهْرِ تَنْتَضِلُ

تُدِيرُهُ مَا أَدَارَتْهُ دَوَائِرُهَا … مِنْهَا الْمُصِيبُ وَمِنْهَا الْمُخْطِئُ الزَّلِلُ

وَالنَّفْسُ هَارِبَةٌ وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهَا … وَكُلُّ عَثْرَةِ رَجُلٍ عِنْدَهَا جَلَلُ

وَالْمَرْءُ يَسْعَى بِمَا يَسْعَى لِوَارِثِهِ … وَالْقَبْرُ وَارِثُ مَا يَسْعَى لَهُ الرَّجُلُ

وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ، عَنِ الرِّيَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: رَأَتْ جَارِيَةٌ لِلْمَنْصُورِ ثَوْبَهُ مَرْقُوعًا فَقَالَتْ: خَلِيفَةٌ وَقَمِيصُهُ مَرْقُوعٌ؟! فَقَالَ: وَيْحَكِ! أَمَا سَمِعْتِ مَا قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:

قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الْفَتَى وَرِدَاؤُهُ … خَلَقٌ وَجَيْبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ

وَمِنْ شَعْرِهِ لَمَّا عَزَمَ عَلَى قَتْلِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ:

إِذَا كُنْتَ ذَا رَأْيٍ فَكُنْ ذَا عَزِيمَةٍ … فَإِنَّ فَسَادَ الرَّأْيِ أَنْ تَتَرَدَّدَا

وَلَا تُمْهِلِ الْأَعْدَاءَ يَوْمًا بِقُدْرَةٍ … وَبَادِرْهُمْ أَنْ يَمْلِكُوا مِثْلَهَا غَدَا

وَلَمَّا قَتَلَهُ وَرَآهُ طَرِيحًا بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ:

قَدِ اكْتَنَفَتْكَ خَلَّاتٌ ثَلَاثٌ … جَلَبْنَ عَلَيْكَ مَحْتُومَ الْحِمَامِ

خِلَافُكَ وَامْتِنَاعُكَ مِنْ يَمِينِي … وَقَوْدُكَ لِلْجَمَاهِيرِ الْعِظَامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>