للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَهْتَزُّ تَاجُ الْمُلْكِ مِنْ فَوْقِهِ

فَخْرًا وَيُزْهِي تَحْتَهُ الْمِنْبَرُ ... أَشْبَهَهُ الْبَدْرُ إِذَا مَا بَدَا

أَوْ غُرَّةٌ فِي وَجْهِهِ تُزْهِرُ ... وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَبَدْرُ الدُّجْى

فِي وَجْهِهِ أَمْ وَجْهُهُ أَنْوَرُ ... يَسْتَمْطِرُ الزُّوَّارُ مِنْكَ النَّدَى

وَأَنْتَ بِالزُّوَّارِ تَسْتَبْشِرُ

وَكَتَبَتْ تَحْتَ أَبْيَاتِهَا حَاجَتَهَا، فَرَكِبَ مِنْ فَوْرِهِ إِلَى أَبِيهِ، فَأَدْخَلَهُ عَلَى الْخَلِيفَةِ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِشِرَائِهَا، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِيهَا وَقَدْ قَالَ فِيهَا الشُّعَرَاءُ فَأَكْثَرُوا، وَاشْتَهَرَ أَمْرُهَا، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا أَبُو نُوَاسٍ:

إِنَّ عِنَانَ النِّطَافَ جَارِيَةٌ ... أَصْبَحَ حِرُّهَا لِلنَّيْكِ مَيْدَانَا

لَا يَشْتَرِيهَا إِلَّا ابْنُ زَانِيَةٍ ... أَوْ قَلْطَبَانٌ يَكُونُ مَنْ كَانَا

وَعَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَشْرَسَ قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً مَعَ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، فَانْتَبَهَ مِنْ مَنَامِهِ يَبْكِي مَذْعُورًا، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ شَيْخًا جَاءَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيْ هَذَا الْبَابِ وَقَالَ:

كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الصَّفَا ... أَنِيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سَامِرُ

قَالَ فَأَجَبْتُهُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>