للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ اصْطَفَاكُمُ اللَّهُ مِنْ بَيْنِ عِبَادِهِ، وَآتَاكُمْ مُلْكًا عَظِيمًا، وَإِنَّمَا فَضَّلْتُهُ عَلَى أَشْكَالِهِ وَأَقْرَانِهِ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْقَيْتَ أَحَدًا، وَلَقَدْ أَدْخَلْتَنَا فِي الْكُلِّ حَيْثُ تَقُولُ:

كُلُّ مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنْ عَرَبٍ

الْبَيْتَيْنِ. وَمَعَ هَذَا فَلَا أَسْتَحِلُّ قَتْلَكَ بِهَذَا، وَلَكِنْ بِكُفْرِكَ وَبِشِرْكِكَ، حَيْثُ تَقُولُ فِي عَبْدٍ ذَلِيلٍ:

أَنْتَ الَّذِي تُنْزِلُ الْأَيَّامَ مَنْزِلَهَا ... وَتَنْقُلُ الدَّهْرَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ

وَمَا مَدَدْتَ مَدَى طَرَفٍ إِلَى أَحَدٍ ... إِلَّا قَضَيْتَ بِأَرْزَاقٍ وَآجَالِ

ذَاكَ اللَّهُ يَفْعَلُهُ، أَخْرِجُوا لِسَانَهُ مِنْ قَفَاهُ. فَأَخْرَجُوا لِسَانَهُ مِنْ قَفَاهُ فَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، سَامَحَهُ اللَّهُ.

وَقَدِ امْتَدَحَ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطُّوسِيَّ:

إِنَّمَا الدُّنْيَا حُمَيْدٌ ... وَأَيَادِيهِ الْجِسَامُ

فَإِذَا وَلَّى حُمَيْدٌ ... فَعَلَى الدُّنْيَا السَّلَامُ

وَقَوْلُهُ:

تَكَفَّلَ سَاكِنِي الدُّنْيَا حُمَيْدٌ ... فَقَدْ أَضْحَوْا لَهُ فِيهَا عِيَالَا

كَأَنَّ أَبَاهُ آدَمَ كَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يَعُولَهُمْ فَعَالَا

<<  <  ج: ص:  >  >>