للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحْسَبُكَ عَاتِبًا. فَقَالَ: إِنَّمَا يُعْتَبُ عَلَى وَاحِدٍ، وَأَنْتَ النَّاسُ جَمِيعًا. فَقَالَ لَهُ: أَنَّى لَكَ هَذِهِ؟ فَقَالَ: مِنْ قَوْلِ أَبِي نُوَاسٍ:

وَلَيْسَ لِلَّهِ بِمُسْتَنْكَرٍ ... أَنْ يَجْمَعَ الْعَالَمَ فِي وَاحِدِ

وَامْتَدَحَهُ أَبُو تَمَّامٍ يَوْمًا، فَقَالَ:

لَقَدْ أَنْسَتْ مَسَاوِئَ كُلِّ دَهْرٍ ... مَحَاسِنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي دُؤَادِ

وَمَا سَافَرْتُ فِي الْآفَاقِ إِلَّا ... وَمِنْ جَدْوَاكَ رَاحِلَتِي وَزَادِي

يُقِيمُ الظَّنُّ عِنْدَكَ وَالْأَمَانِي ... وَإِنْ قَلِقَتْ رِكَابِي فِي الْبِلَادِ

فَقَالَ لَهُ: هَذَا الْمَعْنَى تَفَرَّدْتَ بِهِ، أَوْ أَخَذْتَهُ مَنْ غَيْرِكَ؟ فَقَالَ: هُوَ لِي غَيْرَ أَنِّي أَلْمَمْتُ بِقَوْلِ أَبِي نُوَاسٍ:

وَإِنْ جَرَتِ الْأَلْفَاظُ يَوْمًا بِمِدْحَةٍ ... لِغَيْرِكَ إِنْسَانًا فَأَنْتَ الَّذِي نَعْنِي

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ: وَمِنْ مُخْتَارِ مَدِيحِ أَبِي تَمَّامٍ لِأَحْمَدَ بْنِ أَبِي دُؤَادٍ قَوْلُهُ:

أَأَحْمَدُ إِنَّ الْحَاسِدِينَ كَثِيرُ ... وَمَا لَكَ إِنْ عُدَّ الْكِرَامُ نَظِيرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>