للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طَالِبٍ ، وَكَانَ لَهُ خُصُوصِيَّةٌ بِالْمُتَوَكِّلِ، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِ فَنَفَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ وَأَمَرَ نَائِبَهُ بِهَا أَنْ يَنْصِبَهُ يَوْمًا، مُجَرَّدًا، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، وَمِنْ مُسْتَجَادِ شِعْرِهِ:

بَلَاءٌ لَيْسَ يَعْدِلُهُ بَلَاءٌ … عَدَاوَةُ غَيْرِ ذِي حَسَبٍ وَدِينِ

يُبِيحُكَ مِنْهُ عِرْضًا لَمْ يَصُنْهُ … وَيَرْتَعُ مِنْكَ فِي عِرْضٍ مَصُونِ

وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ فِي مَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ حِينَ هَجَاهُ، فَقَالَ فِي هِجَائِهِ لَهُ:

لَعَمْرُكَ مَا الْجَهْمُ بْنُ بَدْرٍ بِشَاعِرٍ … وَهَذَا عَلِيٌّ بَعْدَهُ يَدَّعِي الشِّعْرَا

وَلَكِنْ أَبِي قَدْ كَانَ جَارًا لِأُمِّهِ … فَلَمَّا ادَّعَى الْأَشْعَارَ أَوْهَمَنِي أَمْرَا

كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ قَدْ قَدِمَ الشَّامَ ثُمَّ عَادَ قَاصِدًا الْعِرَاقَ فَلَمَّا جَاوَزَ حَلَبَ ثَارَ عَلَيْهِ أُنَاسٌ مِنْ بَنِي كَلْبٍ، فَقَاتَلَهُمْ فَجُرِحَ جُرْحًا بَلِيغًا فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ فَوُجِدَ بَيْنَ ثِيَابِهِ رُقْعَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا:

يَا رَحْمَتَا لِلْغَرِيبِ فِي الْبَلَدِ النَّا … زِحِ مَاذَا بِنَفْسِهِ صَنَعَا

<<  <  ج: ص:  >  >>