للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَالِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ. وَكَانَ يُمْسِكُ عَنْ صَرْفِ الْأَمْوَالِ فِي غَيْرِ وَجْهِهَا، فَلِهَذَا كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يُبَخِّلُهُ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَجْعَلُهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَذْكُورِينَ فِي الْحَدِيثِ، الِاثْنَيْ عَشَرَ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهِمْ فِي حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَدْ رَثَى أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ الْعَبَّاسِيُّ ابْنَ عَمِّهِ، الْمُعْتَضِدَ بِمَرْثَاةٍ حَسَنَةٍ يَقُولُ فِيهَا:

يَا دَهْرُ وَيْحَكَ مَا أَبْقَيْتَ لِي أَحَدًا … وَأْنَتَ وَالِدُ سُوءٍ تَأْكُلُ الْوَلَدَا

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بَلْ ذَا كُلُّهُ قَدَرٌ … رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَاحِدًا صَمَدًا

يَا سَاكِنَ الْقَبْرِ فِي غَبْرَاءَ مِظْلِةٍ … بِالظَّاهِرِيَّةِ مُقْصَى الدَّارِ مُنْفَرِدَا

أَيْنَ الْجُيُوشُ الَّتِي قَدْ كُنْتَ تَسْحَبُهَا … أَيْنَ الْكُنُوزُ الَّتِي أَحْصَيْتَهَا عَدَدَا

أَيْنَ السَّرِيرُ الَّذِي قَدْ كُنْتَ تَمْلَؤُهُ … مَهَابَةً مَنْ رَأَتْهُ عَيْنُهُ ارْتَعَدَا

أَيْنَ الْأَعَادِي الْأُلَى ذَلَّلْتَ صَعْبَهُمُ … أَيْنَ اللُّيُوثُ الَّتِي صَيَّرْتَهَا نَقَدًا

أَيْنَ الْوُفُودُ عَلَى الْأَبْوَابِ عَاكِفَةً … وِرْدَ الْقَطَا صَفْوَ مَاءٍ جَالَ وَاطَّرَدَا

أَيْنَ الرِّجَالُ قِيَامًا فِي مَرَاتِبِهِمْ … مَنْ رَاحَ مِنْهُمْ وَلَمْ يُطْمَرْ فَقَدْ سَعِدَا

<<  <  ج: ص:  >  >>