إِذَا كَانَتْ صِلَاتُكُمْ رِقَاعًا … تُخَطَّطُ بِالْأَنَامِلِ وَالْأَكُفِّ
وَلَمْ تُجْدِ الرُّقَاعُ عَلَيَّ نَفْعًا … فَهَا خَطِّي خُذُوهُ بِأَلْفِ أَلْفِ
وَمِنْ شَعْرِهِ يَهْجُو صَدِيقًا لَهُ، وَيَذُمُّهُ عَلَى شِدَّةِ بُخْلِهِ وَحِرْصِهِ:
لَنَا صَاحِبٌ مِنْ أَبْرَعِ النَّاسِ فِي الْبُخْلِ … وَأَفْضَلِهِمْ فِيهِ وَلَيْسَ بِذِي فَضْلِ
دَعَانِي كَمَا يَدْعُو الصَّدِيقُ صَدِيقَهُ … فَجِئْتُ كَمَا يَأْتِي إِلَى مِثْلِهِ مِثْلِي
فَلَمَّا جَلَسْنَا لِلْغَدَاءِ رَأَيْتُهُ … يَرَى أَنَّمَا مِنْ بَعْضِ أَعْضَائِهِ أَكْلِي
وَيَغْتَاظُ أَحْيَانًا وَيَشْتِمُ عَبْدَهُ … وَأَعْلَمُ أَنَّ الْغَيْظَ وَالشَّتْمَ مِنْ أَجْلِي
أَمُدُّ يَدِي سِرًّا لِآكُلَ لُقْمَةً … فَيَلْحَظُنِي شَزْرًا فَأَعْبَثُ بِالْبَقْلِ
إِلَى أَنْ جَنَتْ كَفِّي لِحِينِي جِنَايَةً … وَذَلِكَ أَنَّ الْجُوعَ أَعْدَمَنِي عَقْلِي
فَأَهْوَتْ يَمِينِي نَحْوَ رِجْلِ دَجَاجَةٍ … فَجُرَّتْ كَمَا جَرَّتْ يَدِي رِجْلَهَا رِجْلِي
وَمِنْ قَوِيِّ شِعْرِهِ وَجِيدِهِ قَوْلُهُ:
رَحَلْتُمْ فَكَمْ مِنْ أَنَّةٍ بَعْدَ حَنَّةٍ … مُبَيِّنَةٍ لِلنَّاسِ حُزْنِي عَلَيْكُمُ
وَقَدْ كُنْتُ أَعْتَقْتُ الْجُفُونَ مِنَ الْبُكَا … فَقَدْ رَدَّهَا فِي الرِّقِّ شَوْقِي إِلَيْكُمُ
وَمِمَّا أَوْرَدَهُ لَهُ الْقَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ مِنَ الشَّعْرِ الرَّائِقِ قَوْلُهُ:
فَقُلْتُ لَهَا بَخِلْتِ عَلَيَّ يَقْظَى … فَجُودِي فِي الْمَنَامِ لِمُسْتَهَامِ