فَحُزْتُهُمُ أَسْرَى وَسِيقَتْ نِسَاؤُهُمْ ... ذَوَاتُ الشُّعُورِ الْمُسْبِلَاتِ الْفَوَاحِمِ
هُنَاكَ فَتَحْنَا عَيْنَ زَرْبَةَ عَنْوَةً ... نَعَمْ وَأَبَدْنَا كُلَّ طَاغٍ وَظَالِمِ
إِلَى حَلَبٍ حَتَّى اسْتَبَحْنَا حَرِيمَهَا ... وَهَدَّمَ مِنْهَا سُورَهَا كُلُّ هَادِمِ
أَخَذْنَا النِّسَا ثُمَّ الْبَنَاتِ نَسُوقُهُمْ ... وَصِبْيَانَهُمْ مِثْلَ الْمَمَالِيكِ خَادِمِ
وَقَدْ فَرَّ عَنْهَا سَيْفُ دَوْلَةِ دِينِكُمْ ... وَنَاصِرُهَا مِنَّا عَلَى رَغْمِ رَاغِمِ
وَمِلْنَا عَلَى طَرَسُوسَ مَيْلَةَ هَائِلٍ ... أَذَقْنَا لِمَنْ فِيهَا لِحَزِّ الْحَلَاقِمِ
فَكَمْ ذَاتِ عِزٍّ حُرَّةٍ عَلَوِيَّةٍ ... مُنَعَّمَةِ الْأَطْرَافِ رَيَّا الْمَعَاصِمِ
سَبَيْنَا فَسُقْنَا خَاضِعَاتٍ حَوَاسِرًا ... بِغَيْرِ مُهُورٍ لَا وَلَا حُكْمِ حَاكِمِ
وَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ قَدْ تَرَكْنَا مُجَدَّلًا ... يَصُبُّ دَمًا بَيْنَ اللَّهَا وَاللَّهَازِمِ
وَكَمْ وَقْعَةٍ فِي الدَّرْبِ أَفْنَتْ كُمَاتَكُمْ ... وَسُقْنَاهُمُ قَسْرًا كَسَوْقِ الْبَهَائِمِ
وَمِلْنَا عَلَى أَرْتَاحِكُمْ وَحَرِيمُهَا ... مُدَوَّخَةٌ تَحْتَ الْعَجَاجِ السَّوَاهِمِ
فَأَهْوَتْ أَعَالِيهَا وَبُدِّلَ رَسْمُهَا ... مِنَ الْأُنْسِ وَحْشًا بَعْدَ بِيضٍ نَوَاعِمِ
إِذَا صَاحَ فِيهَا الْبُومُ جَاوَبَهُ الصَّدَى ... وَأَتْبَعَهُ فِي الرَّبْعِ نَوْحُ الْحَمَائِمِ
وَأَنْطَاكُ لَمْ تَبْعُدْ عَلَيَّ وَإِنَّنِي ... سَأَفْتَحُهَا يَوْمًا بِهَتْكِ الْمَحَارِمِ
وَمَسْكَنُ آبَائِي دِمَشْقُ فَإِنَّنِي ... سَأُرْجِعُ فِيهَا مُلْكَنَا تَحْتَ خَاتَمِي