سَلَبْنَاكُمُ كَرًّا فَفُزْتُمْ بِغِرَّةٍ
مِنَ الْكَرِّ أَفْعَالَ الضِّعَافِ الْعَزَائِمِ ... فَطِرْتُمْ سُرُورًا عِنْدَ ذَاكَ وَنَخْوَةً
كَفِعْلِ الْمَهِينِ النَّاقِصِ الْمُتَعَاظِمِ ... وَمَا ذَاكَ إِلَّا فِي تَضَاعِيفِ غَفْلَةٍ
عَرَتْنَا وَصَرْفُ الدَّهْرِ جَمُّ الْمَلَاحِمِ ... وَلَمَّا تَنَازَعْنَا الْأُمُورَ تَخَاذُلًا
وَدَالَتْ لِأَهْلِ الْجَهْلِ دَوْلَةُ ظَالِمِ ... وَقَدْ شَغَلَتْ فِينَا الْخَلَائِفَ فِتْنَةٌ
لِعُبْدَانِهِمْ مِنْ تُرْكِهِمْ وَالدَّيَالِمِ ... بِكُفْرِ أَيَادِيهِمْ وَجَحْدِ حُقُوقِهِمْ
بِمَنْ رَفَعُوهُ مِنْ حَضِيضِ الْبَهَائِمِ ... وَثَبْتُمْ عَلَى أَطْرَافِنَا عِنْدَ ذَاكُمُ
وُثُوبَ لُصُوصٍ عِنْدَ غَفْلَةِ نَائِمِ ... أَلَمْ نَنْتَزِعْ مِنْكُمْ بِأَيْدٍ وَقُوَّةٍ
جَمِيعَ بِلَادِ الشَّامِ ضَرْبَةَ لَازِمِ ... وَمِصْرَ وَأَرْضَ الْقَيْرَوَانِ بِأَسْرِهَا
وَأَنْدَلُسًا قَسْرًا بِضَرْبِ الْجَمَاجِمِ ... أَلَمْ تَنْتَصِفُ مِنْكُمْ عَلَى ضَعْفِ حَالِهَا
صِقِلِّيَّةٌ فِي بَحْرِهَا الْمُتَلَاطِمِ ... . أَحَلَّتْ بِقُسْطَنْطِينَةٍ كُلُّ نَكْبَةٍ
وَسَامَتْكُمُ سُوءَ الْعَذَابِ الْمُلَازِمِ ... مَشَاهِدُ تَقْدِيسَاتِكُمْ وَبُيُوتُهَا
لَنَا وَبِأَيْدِينَا عَلَى رَغْمِ رَاغِمِ ... أَمَا بَيْتُ لَحْمٍ وَالْقُمَامَةُ بَعْدَهَا
بِأَيْدِي رِجَالِ الْمُسْلِمِينَ الْأَعَاظِمِ ... وَكُرْسِيُّكُمْ فِي أَرْضِ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ
وَكُرْسِيُّكُمْ فِي الْقُدْسِ فِي أُورَشَالِمِ