للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ دُونِ بَغْدَادٍ سُيُوفٌ حَدِيدَةٌ ... مَسِيرَةَ شَهْرٍ لِلْفَنِيقِ الْقَوَاصِمِ

مَحَلَّةُ أَهْلِ الزُّهْدِ وَالْخَيْرِ وَالتُّقَى ... وَمَنْزِلَةٌ مُحْتَلُّهَا كُلُّ عَالِمِ

دَعُوا الرَّمْلَةَ الصَّهْبَاءَ عَنْكُمْ فَدُونَهَا ... مِنَ الْمُسْلِمِينَ الصِّيدِ كُلُّ مُقَاوِمِ

وَدُونَ دِمَشْقٍ جَمْعُ جَيْشٍ كَأَنَّهُ ... سَحَائِبُ طَيْرٍ تَنْتَحِي بِالْقَوَادِمِ

وَضَرْبٌ يُلَقِّي الْكُفْرَ كُلَّ مَذَلَّةٍ ... كَمَا ضَرَبَ السَّكِّيُّ بِيضَ الدَّرَاهِمِ

وَمِنْ دُونِ أَكْنَافِ الْحِجَازِ جَحَافِلٌ ... كَقَطْرِ الْغُيُوثِ الْهَامِلَاتِ السَّوَاجِمِ

بِهَا مِنْ بَنِي عَدْنَانَ كُلُّ سَمَيْدَعٍ ... وَمِنْ حَيِّ قَحْطَانٍ كِرَامُ الْعَمَائِمِ

وَأَمْوَالُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَدِمَاؤُكُمْ ... بِهَا يُشْتَفَى حَرُّ النُّفُوسِ الْحَوَائِمِ

وَلَوْ قَدْ لَقِيتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ كُبَّةً ... لَقِيتُمْ ضِرَامًا فِي يَبِيسِ الْهَشَائِمِ

. إِذَا صَبَّحُوكُمْ ذَكَّرُوكُمْ بِمَا خَلَا ... لَهُمْ مَعَكُمْ مِنْ مَأْزِقٍ مُتَلَاحِمِ

زَمَانَ يَقُودُونَ الصَّوَافِنَ نَحْوَكُمْ ... فَجِئْتُمْ ضَمَانًا أَنَّكُمْ فِي الْمَغَانِمِ

سَيَأْتِيكُمُ مِنْهُمْ قَرِيبًا عَصَائِبٌ ... تُنَسِّيكُمُ تَذْكَارَ أَخْذِ الْعَوَاصِمِ

وَأَرْضُكُمُ حَقًّا سَيَقْتَسِمُونَهَا ... كَمَا فَعَلُوا دَهْرًا بِعَدْلِ الْمُقَاسِمِ

وَلَوْ طَرَقَتْكُمُ مِنْ خُرَاسَانَ عُصْبَةٌ ... وَشِيرَازَ وَالرَّيِّ الْقِلَاعِ الْقَوَائِمِ

لَمَا كَانَ مِنْكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ غَيْرُ مَا ... عَهِدْنَا لَكُمْ ذُلٌّ وَعَضُّ الْأَبَاهِمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>