للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا سَاكِنَ الْبَلَدِ الْمُنِيفِ تَعُزُّزًا … بِقِلَاعِهِ وَحُصُونِهِ وَكُهُوفِهِ

لَا عِزَّ إِلَّا لِلْعَزِيزِ بِنَفْسِهِ … وَبِخَيْلِهِ وَبِرَجْلِهِ وَسُيُوفِهِ

وَبِقُبَّةٍ بَيْضَاءَ قَدْ ضُرِبَتْ عَلَى … شَرَفِ الْخِيَامِ بِجَارِهِ وَحَلِيفِهِ

قَوْمٌ إِذَا اشْتَدَّ الْوَغَى أَرْدَى الْعِدَا … وَشَفَى النُّفُوسَ بِضَرْبِهِ وَوُقُوفِهِ

لَمْ يَرْضَ بِالشَّرَفِ التَّلِيدِ لِنَفْسِهِ … حَتَّى أَشَادَ تَلِيدُهُ بِطَرِيفِهِ

وَفِيهَا تَمَلَّكَ قَابُوسُ بْنُ وُشْمَكِيرَ بِلَادَ جُرْجَانَ وَطَبَرِسْتَانَ وَتِلْكَ النَّوَاحِي.

وَفِيهَا دَخَلَ الْخَلِيفَةُ الطَّائِعُ بِشَاهْ نَازَ بِنْتِ عِزِّ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهِ، وَكَانَ عُرْسًا حَافِلًا.

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ حَجَّتْ جَمِيلَةُ بِنْتُ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ فِي تَجَمُّلٍ عَظِيمٍ، كَانَ يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِحَجِّهَا، وَذَلِكَ أَنَّهَا عَمِلَتْ أَرْبَعَمِائَةِ مَحْمَلٍ، فَلَا يُدْرَى فِي أَيِّهَا هِيَ، وَلَمَّا وَصَلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ، نَثَرَتْ عَلَيْهَا عَشْرَةَ آلَافِ دِينَارٍ، وَكَسَتِ الْمُجَاوِرِينَ بِالْحَرَمَيْنِ كُلَّهُمْ، وَأَنْفَقَتْ أَمْوَالًا جَزِيلَةً فِي ذَهَابِهَا وَإِيَابِهَا.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ مِنَ الْعِرَاقِ الشَّرِيفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُلْوِيُّ، وَكَذَلِكَ حَجَّ بِالنَّاسِ إِلَى سَنَةِ ثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ،

<<  <  ج: ص:  >  >>