للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَعْفَرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ، أَبُو الْفَضْلِ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ حِنْزَابَةَ الْوَزِيرُ

وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ بِبَغْدَادَ، وَنَزَلَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ، وَوَزَرَ بِهَا لِأَمِيرِهَا كَافُورٍ الْإِخْشِيدِيِّ وَكَانَ أَبُوهُ وَزِيرًا لِلْمُقْتَدِرِ، وَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْحَضْرَمِيِّ وَطَبَقَتِهِ مِنَ الْبَغْدَادِيِّينَ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مَجْلِسًا مِنَ الْبَغَوِيِّ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، فَكَانَ يَقُولُ: مَنْ جَاءَنِي بِهِ أَغْنَيْتُهُ. وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ لِإِمْلَاءِ الْحَدِيثِ بِدِيَارِ مِصْرَ، وَبِسَبَبِهِ رَحَلَ الدَّارَقُطْنِيُّ إِلَى هُنَاكَ، فَنَزَلَ عِنْدَهُ وَخَرَّجَ لَهُ مُسْنَدًا، وَحَصَلَ لَهُ مِنْهُ مَالٌ جَزِيلٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَكَابِرِ. وَمِنْ مُسْتَجَادِ شِعْرِهِ قَوْلُهُ:

مَنْ أَخْمَلَ النَّفْسَ أَحْيَاهَا وَرَوَّحَهَا ... وَلَمْ يَبِتْ طَاوِيًا مِنْهَا عَلَى ضَجَرِ

إِنَّ الرِّيَاحَ إِذَا اشْتَدَّتْ عَوَاصِفُهَا ... فَلَيْسَ تَرْمِي سِوَى الْعَالِي مِنَ الشَّجَرِ

قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي صَفَرٍ - وَقِيلَ: فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ - مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِالْقَرَافَةِ، وَقِيلَ: بِدَارِهِ. قَالَ: وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ قَدِ اشْتَرَى دَارًا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، فَجَعَلَهَا تُرْبَةً لَهُ، فَلَمَّا نُقِلَ إِلَيْهَا تَلَقَّتْهُ الْأَشْرَافُ لِإِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ، فَحَمَلُوهُ وَحَجُّوا بِهِ، وَأَوْقَفُوهُ بِعَرَفَاتٍ، ثُمَّ أَعَادُوهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَفَنُوهُ بِتُرْبَتِهِ.

ابْنُ الْحَجَّاجِ الشَّاعِرُ، الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَجَّاجِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>