للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَاحِبُ كَرَامَاتٍ وَمُعَامَلَاتٍ، كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ فَسَكَنَ دِمَشْقَ وَكَانَ يَعِظُ النَّاسَ بِالزِّيَادَةِ الْقِبَلِيَّةِ حَيْثُ كَانَ يَجْلِسُ الْقُصَّاصُ. قَالَ ذَاكَ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ. قَالَ: وَصَنَّفَ كُتُبًا فِي الْوَعْظِ، وَحَكَى حِكَايَاتٍ كَثِيرَةً، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ السَّمَرْقَنْدِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَاهِرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي صَقْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّانِ الْوَاعِظَ يُنْشِدُ أَبْيَاتًا:

أَنَا مَا أَصْنَعُ بِاللَّذَّ … اتِ شُغْلِي بِالذُّنُوبِ

إِنَّمَا الْعِيدُ لِمَنْ فَا … زَ بِوَصْلٍ مِنْ حَبِيبِ

أَصْبَحَ النَّاسُ عَلَى رَوْ … حٍ وَرَيْحَانٍ وَطِيبِ

ثُمَّ أَصْبَحْتُ عَلَى نَوْ … حٍ وَحُزْنٍ وَنَحِيبَ

فَرِحُوا حِينَ أَهَلُّوا … شَهْرَهُمْ بَعْدَ الْمَغِيبِ

وَهِلَالِي مُتَوَارٍ … مِنْ وَرَا حُجْبِ الْغُيُوبِ

فَلِهَذَا يَا خَلِيلِي … قُلْتُ لِلذَّاتِ غِيبِي

وَجَعَلْتُ الْهَمَّ وَالْحُزْ … نَ مِنَ الدُّنْيَا نَصِيبِي

يَا حَيَاتِي وَمَمَاتِي … وَشَقَائِي وَطَبِيبِي

جُدْ لِصَبٍّ يَتَلَظَّى … مِنْكَ بِالرَّحْبِ الرَّحِيبِ

ثُمَّ أَرَّخَ وَفَاتَهُ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَدُفِنَ بِمَسْجِدِ الْقِدَمِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>