للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمِصْرِيَّةِ، وَحَصَلَ لَهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَالِ، وَحَسُنَ حَالُهُ، مَرِضَ مِنْ أَكْلَةٍ اشْتَهَاهَا، فَذُكِرَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَتَقَلَّبُ وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عِنْدَمَا عِشْنَا مِتْنَا. قَالَ: وَلَهُ أَشْعَارٌ رَائِقَةٌ طَرِيفَةٌ، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:

وَنَائِمَةٍ قَبَّلْتُهَا. فَتَنَبَّهَتْ … فَقَالَتْ تَعَالَوْا وَاطْلُبُوا اللِّصَّ بِالْحَدِّ

فَقُلْتُ لَهَا إِنِّي فَدَيْتُكِ غَاصِبٌ … وَمَا حَكَمُوا فِي غَاصِبٍ بِسِوَى الرَّدِّ

خُذِيهَا وَكُفِّي عَنْ أَثِيمٍ ظُلَامَةً … وَإِنْ أَنْتِ لَمْ تَرْضِي فَأَلْفًا عَلَى الْعَدِّ

فَقَالَتْ قِصَاصٌ يَشْهَدُ الْعَقْلُ أَنَّهُ … عَلَى كَبِدِ الْجَانِي أَلَذُّ مِنَ الشَّهْدِ

فَبَاتَتْ يَمِينِي وَهْيَ هِمْيَانُ خِصْرِهَا … وَبَاتَتْ يَسَارِي وَهْيَ وَاسِطَةُ الْعِقْدِ

فَقَالَتْ أَلَمْ أُخْبَرْ بِأَنَّكَ زَاهِدٌ … فَقُلْتُ بَلَى مَا زِلْتُ أَزْهَدُ فِي الزُّهْدِ

وَمِمَّا أَنْشَدَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ لِلْقَاضِي عَبْدِ الْوَهَّابِ:

بَغْدَادُ دَارٌ لِأَهْلِ الْمَالِ طَيِّبَةٌ … وَلِلْمَفَالِيسِ دَارُ الضَّنْكِ وَالضِّيقِ

ظَلَلْتُ حَيْرَانَ أَمْشِي فِي أَزِقَّتِهَا … كَأَنَّنِي مُصْحَفٌ فِي بَيْتِ زِنْدِيقِ

<<  <  ج: ص:  >  >>