للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ مُصَنَّفٍ; صِغَارٍ وَكِبَارٍ، مِنْهَا «الْقَانُونُ» وَ «الشِّفَاءُ» وَ «النَّجَاةُ» وَ «الْإِشَارَاتُ» وَ «سلَامَانُ وَإِبْسَالُ» وَ «حَيُّ بْنُ يَقْظَانَ» وَغَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ فَلَاسِفَةِ الْإِسْلَامِ. ثُمَّ أَوْرَدَ لَهُ مِنَ الْأَشْعَارِ قَصِيدَتَهُ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:

هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ الْمَحَلِّ الْأَرْفَعِ … وَرْقَاءُ ذَاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّعِ

مَحْجُوبَةٌ عَنْ كُلِّ مُقْلَةِ عَارِفٍ … وَهْيَ الَّتِي سَفَرَتْ فَلَمْ تَتَبَرْقَعِ

وَصَلَتْ عَلَى كُرْهٍ إِلَيْكَ وَرْبَّمَا … كَرِهَتْ فِرَاقَكَ وَهْيَ ذَاتُ تَفُجُّعِ

وَهِيَ طَوِيلَةٌ. وَقَوْلُهُ أَيْضًا:

اجْعَلْ غِذَاءَكَ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً … وَاحْذَرْ طَعَامًا قَبْلَ هَضْمِ طَعَامِ

وَاحْفَظْ مَنِيَّكَ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ … مَاءُ الْحَيَاةِ يُرَاقُ فِي الْأَرْحَامِ

وَذَكَرَ أَنَّهُ مَاتَ بِالْقُولَنْجِ فِي هَمَذَانَ، وَقِيلَ: بِأَصْبَهَانَ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، عَنْ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. قُلْتُ: وَقَدْ لَخَّصَ الْغَزَّالِيُّ كَلَامَهُ فِي «مَقَاصِدِ الْفَلَاسِفَةِ»، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ فِي «تَهَافُتِ الْفَلَاسِفَةِ» فِي عِشْرِينَ مَسْأَلَةً، كَفَّرَهُ فِي ثَلَاثِ مَسَائِلَ مِنْهُنَّ; وَهِيَ قَوْلُهُ بِقِدَمِ الْعَالَمِ، وَعَدَمِ الْمَعَادِ الْجُسْمَانِيِّ، وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ الْجُزْئِيَّاتِ، وَبَدَّعَهُ فِي الْبَوَاقِي، وَيُقَالُ: إِنَّهُ تَابَ عِنْدَ الْمَوْتِ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>