وقد رأيتُ غير واحدٍ يلهج بذكرها، ويظنها على هذه الصفة، وليس الأمر كذلك، بل هي متّصلة كلها، والحمد لله من الوجوه الثابتة التي نوردها فيما بعد إن شاء الله، وهذا القول الذي قاله الإمام أبو عبد الله المازري مما أخذه فيما قبل من "التقييد" لأبي علي الغساني الأندلسي؛ فإنه جمعها قبله، وعدّها كذلك أيضًا؛ إلا أنه نبّه على اتصال بعضها، ولم يستوعب ذلك في جمعها. ولعل المازري - رحمه الله - إنما ترك التنبيه على اتصالها، لاكتفائه بما ذكره أبو علي الحافظ، على أنهما قد خولفا في إطلاق تسمية المقطوع على أحاديث منها، ولم يسلم لهما ذلك على ما يأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى. وقد استخرتُ الله سبحانه وجمعتُها في هذا الجزء لنفسي، ولمن شاء الله أن ينتفع بها، وأضفتُ إليها ما وقع لي في "صحيح مسلم" من جنسها، مما لم يعدّه الحافظ أبو علي في جملتها، وبيّنتُ وجوهَ إيصالها كلها، وسمّيت من وصلها من الثقات، المعتمد على قولهم في هذا الشأن، ومَنْ أخرجها في كتبه من أئمة الحديث، مستعينًا في ذلك كله بالقَه عز وجل، ومستمدًّا هدايته وإرشاده وتوفيقه إلى الصواب وإسعاده، وهو حسبي، ونعم الوكيل"، والكتاب مطبوع بتحقيقي، ولله الحمد والمنّة. قلت: وقد سرد الأحاديث التي وقعت معلّقة جماعة من العلماء أيضًا باختصار، مثل: ابن الصلاح في "الصيانة" (٧٥ - ٨٤)، وابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (١/ ٣٤٦ - ٣٥٤) و "النكت الظراف" (٢/ ٢٠ و ٦/ ٤٤٦ و ٨/ ٣١٠)، والمتأمل فيها يخرج بفوائد ونتائج، تجمل فيما يلي: =