"في "كتاب مسلم" من ذلك موضع واحد في التيمم … قال فيه مسلم: وروى الليث بن سعد، ولم يوصل مسلم إسناده إلى الليث، ولا أعلم في مسلم بعد مقدّمات الكتاب حديثًا لم يذكره إلا تعليقًا غير هذا الحديث، وفيه أحاديث أخر يسيرة، رواها بإسنادها المتصل، ثم قال: ورواه فلان، وقد بيّنتُ بقيّة المواطن في "الشرح الكبير". ونقله عنه السيوطي في "تدريب الراوي" (١/ ١١٧) ووافقه في حديث التيمم، وأضاف: "وفيه أيضًا موضعان في الحدود والبيوع، رواهما بالتّعليق عن الليث بعد روايتهما بالاتّصال، وفيه بعد ذلك أربعة عشر موضعًا، كل حديث منها رواه متصلًا، ثم عقبه بقوله: ورواه فلان". قلت: كذا قال، وكذا عدّها قبله أبو علي الجيّاني؛ فقال في "تقييد المهمل" بعد سَرْده الأحاديث التي هي معلّقةً عنده: "فهذا ما أورده مسلم في "كتابه" مقطوعًا غير متصل به، وذلك أربعة عشر موضعًا" وتابعه عليه المازري في "المعلم" وتعقبه ابن الصلاح؛ فقال: "وذكر أبو علي فيما عندنا من كتابه في الرابع عشر حديث ابن عمر: "أرأيْتُكم ليلَتكم هذه … " المذكور في الفضائل [رقم ٢٥٣٧]، وقد ذكره مرة فيُسْقَطُ هذا من العَدَد. والحديث الثاني: لكون الجُلودي رواه عن مسلمٍ موصولًا، وروايتُهُ هي المعتمدة المشهورة؛ فهي إذن اثنا عشر لا أربعة عشر. قلت: يريد حديث رقم (٤٠٥ بعد ٦٨)، وانظر "تحفة الأشراف" (٨/ ٢٢٩)، والمراد إسقاط هذين الحديثين من العدد، وينظر: "صيانة صحيح مسلم" (٨١)، "النكت" لابن حجر (١/ ٣٤٤ - ٣٤٥)، "توضيح الأفكار" (١/ ١٣٧). وقد جمعها الإِمام رشيد الدين يحيى بن علي العطار (المتوفي سنة ٦٦٢ هـ) في كتابٍ مستقل ماتع نافع، بعنوان: "غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في "صحيح مسلم" من الأحاديث المقطوعة"، جاء في ديباجته: "فهذه أحاديث مخرّجة من "صحيح" الإِمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج =