وأخرجه ابن جرير في "التفسير" (رقم ١٣٣٧٣) في سورة الأنعام عن الدورقي عن ابن عُلية عن يونس بن عبيد عن الحسن البصري مرسلًا. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (رقم ٨٥)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٣/ ٢٤٤ - ٢٤٥)، والطبراني في "الكبير" (١٧/ رقم ٦٤٧، ٦٤٨، ٦٤٩)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٥٠٦ - ٥٠٧)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ١٦٧)، واللالكائي في "السنة" (رقم ١٦٢، ١٦٣)، وابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (١/ ١١٤ - ١١٥) عن أبي مسعود البدري بألفاظ منها: "فإن الله لا يجمع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - على ضلالةٍ". وإسناده صحيح موقوف، رجاله رجال الشيخين، وحسنه ابن حجر، وقال الزركشي في "المعتبر" (ص ٦٢): "وحديث أبي مسعود رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، وذكرها من طرقِ وضعفها، والظاهر وقفه على أبي مسعود". ثم قال: "وأعلم أن طرق هذا الحديث كثيرة، ولا يخلو من علة، وإنما أوردتُ منها ذلك ليتقوى بعضها ببعض". ثم قال: "ومن شواهده ما في "الصحيحين" ["صحيح البخاري" (رقم ١٣٦٧، ٢٦٤٢)، و "صحيح مسلم" (رقم ٩٤٩)، عن أنس؛ قال: مُر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بجنازةٍ فأثنوا عليها خيرًا؛ فقال: "وجبت". ثم مر بأخرى فأثنوا شرًّا؛ فقال: "وجبت". فقيل: يا رسول الله! لِمَ قلتَ لهذا وجبت ولهذا وجبت؟ قال: "شهادة القوم المؤمنون شهداء الله في الأرض"، وفي لفظ لمسلم: "من أثنيتم عليه خيرًا؛ وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًّا؛ وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض (ثلاثًا) ". والمعنى المذكور متواتر، وهو من خصيصة هذه الأمة، وهي مشتركة بينها وبين نبيها - صلى الله عليه وسلم -، وبسط ذلك الشاطبي في "الموافقات" فانظره.