للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما وقع في المتون فكثير أيضًا، منه حديث زيد بن ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجر في المسجد، هكذا صوابه، أي: اتخذ حُجرةً من حصير يصلِّي فيها، صحَّفه ابنُ لهيعة وقال: "احتجم" بالميم (١).

ومنه حديث جابر قال: "رمي أُبيٌّ يوم الأحزاب على أَكْحَلِهِ"، يعني: أُبيَّ بن كعب، وهو الصَّواب، فَصَحَّفه غُنْدَر (٢) فقال: أَبي بفتح الهمزة وكسر الباء على صورة الإضافة.

وصحَّف أبو بكر الصُّوليّ حديث: "مَنْ صام رمضان وأتبعه ستًّا مِن شوّال" (٣)، فقال: شيئًا بالشين المعجمة (٤).


(١) أسندها بالتصحيف عن ابن لهيعة: أحمد (٥/ ١٨٥) ومسلم في "التمييز" (ص ١٨٧) وقال: "هذه رواية فاسدة من كلّ جهة، فاحش خطؤها في المتن والإسناد جميعًا، وابن لهيعة المصحِّف في متنه، المغفَّل في إسناده" وعلَّل مسلم سبب وقوع ابن لهيعة في هذا التصحيف بقوله: "وابن لهيعة إنما وقع في الخطأ في هذه الرواية أنه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة إليه فيما ذُكِر، وهي الآفة التي تخشى على من أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من المحدِّث، أو عرض عليه، فإذا كان وما أشبه ذلك من الخطأ الفاحش"، وينظر "الأباطيل والمناكير" (٢/ ٧ - ٨).
(٢) روايته للحديث في "صحيح مسلم" (٢٢٠٦) بعد (٧٤) على الجادّة. وقال النووي في "شرحه" (١٤/ ١٩٧) عليه: "فقوله: "أبَيّ" بضم الهمزة وفتح الباء وتشديد الياء، وهكذا صوابه، وكذا هو في الروايات والنسخ، وهو أُبَيّ بن كعب" قال: "وصحّفه بعضهم، فقال: بفتح الهمزة وكسر الباء وتخفيف الياء. وهو غلط فاحش، لأنَّ أبا جابر استشهد يوم أُحد قبل الأحزاب بأكثر من سنة"، ونقل العراقي في "التقييد والإيضاح" (٢/ ٨٤٢ - ط أسامة الخياط) عن الدارقطني أن الذي صحفه غندر، ولعله تبيَّن له فيما بعد، فرواه مسلم من طريقه على الجادّة، والله أعلم، وينظر "فتح المغيث" (٣/ ٦٩).
(٣) أخرجه مسلم (١١٦٤) عن أبي أيوب الأنصاري.
(٤) ذكره الدارقطني، فيما نقل الخطيب في "الجامع" (رقم ٦٣٣). وينظر:=

<<  <   >  >>