للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنه ما ذكره الخطابي (١) عن بعض شيوخه في حديث النَّهي عن التحلُّق يوم الجمعة قبل الصلاة (٢)، قال ما معناه: منذ أربعين سنة ما حَلَقْتُ رأسي قبل الصَّلاة، ففهم منه الحَلْقَ، وإنَّما أُريد تحلُّقُ النَّاس.

هذا كلُّه تصحيفُ لفظٍ وبَصَرٍ، وقد يكون تصحيف سمعٍ، كحديث روي عن عاصم الأَحْول، رواه بعضهم فقال: وَاصِل الأحْدَب مقام عاصم الأَحْول.

قال الدَّارقطني: هذا من تصحيف السَّمع لا من تصحيف البصر (٣).

وقد يكون التصحيف في المعنى كما بيَّنَّا من حديث التَّحليق، وكما حكى الدَّارقطنيُّ عن مُحَّمد بن المثنى العَنَزيّ في الصَّلاة أنه قال يومًا: نحنُ قومٌ لنا شَرَفٌ، ونحن من عَنَزَة، صلَّى إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، يريد ما ثبت في "الصحيح" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى إلى عنزة (٤)، وهي حَربةٌ بين


= "فتح المغيث" (٣/ ٦٨)، "التبصرة والتذكرة" (٢/ ٢٩٦)، "المقنع" (٢/ ٤٧٦)، "المنهل الروي" (٥٦).
(١) ذكره في "إصلاح غلط المحدثين" (٢٨) وفي "غريب الحديث" (٣/ ٢٢٦) وفي "معالم السنن" (١/ ٦٥١).
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ١٧٩) وأبو داود (١٠٧٩) والترمذي (٣٢٢) والنسائي (٢/ ٤٧ - ٤٨) وفي "الكبرى" (٧٩٣) وابن ماجة (١١٣٣) وابن خزيمة (١٣٠٤) والفاكهيِ في "أخبار مكة" (١٢٦٧) والبيهقي (٣/ ٢٣٤) والبغوي (٤٨٥) عن عبد الله بن عمرو، وإسناده حسن.
(٣) يقع هذا قليلًا، وقاله الدارقطني لأنه لا يشتبه في الكتابة، لكن قد يخطئ فيه السمع.
انظر: "التبصرة والتذكرة" (٢/ ٢٩٩)، "الإرشاد" (٢/ ٥٦٩)، "فتح المغيث" (٣/ ٧١)، "المنهل الروي" (٥٦).
(٤) أخرجه البخاري (٣٧٦) ومسلم (٥٠٣).

<<  <   >  >>