للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والبول على الطريق (١) من أمثال الفقهاء خارم للمروءة، ومن أمثال العوام لا.


= وضع بعض الفقهاء تفصيلًا حسنًا؛ فعدوه من خوارم المروءة بالشروط التالية:
١ - أن يكون بمرأى الناس، أما إذا أكله في السوق وهو خالٍ من الناس كالليل - مثلًا -، أو أكله مستترًا في داخل الدكان - مثلًا -؛ فلا يقدح ذلك في المروءة.
٢ - أن يكون الأكل كثيرًا بأن يضع مائدةً في السوق، ويجلس للأكل عليها بمرأى من الناس، فلو أكل قليلًا لا يقدح بمروءته، والكثرة والقلَّة يحددها العرف.
٣ - أن يكون الشخص من غير أهل السوق، فإن كان من أهل السوق أو ممن اعتاد الأكل هناك؛ فإنه لا يقدح في المروءة.
٤ - أن يكون الشخص مختارًا أكله، فلو أكل مضطرًا لعذر، كغلبة جوع أو أذن عليه المغرب وهو في السوق، أو إرضاءًا لصديق، فلا تقدح في مروءته. انظر: "فتح القدير" (٧/ ٤١٤) لابن الهمام، و"النكت والفوائد السنية" (٢/ ٢٦٨)، و"الاختيار" للموصلي (٢/ ١٤٨)، و"مغني المحتاج" (٤/ ٤٣١)، و"نهاية المحتاج" (٨/ ٢٩٩)، و"البيان المنتزع من البرهان الكافي" (٢/ ٢٦٦) لابن مظفر الصنعاني، "المغني" (١٢/ ٣٣)، و"بغية الرائد" (ص ٣٩)، و"الشرح الكبير" (١٢/ ٤٣)، و"لسان الحكام" (٤٣)، و"مجامع الحقائق والفوائد" (١٩٠) لمصطفى بن محمد الكوز الحضاوي، الشهير بـ "أبي سعيد الخادمي"، "حاشية العطار على جمع الجوامع" (٢/ ١٧٤)، ومثَّل البهوتي في "العروض المربع" (٤٨٤)، وابن النجار في "منتهى الإِرادات" (٢/ ٦٦٢)، وابن ضويان في "منار السبيل" (٢/ ٤٨٩)، وابن أبي تغلب في "نيل المآرب" (٢/ ٤٧٧)، على القلة "بالتفاحة واللقمة".
(١) إن كانت مسلوكة، وكذا في الأماكن العامة، ومثله ما قاله ابن الهمام في "فتح القدير، (٧/ ٤١٤): "الذي يكشف عورته ليستنجي من جانب بركة والناس حضور، وقد كثر ذلك في ديارنا من العامة وبعض من لا يستحي من الطلبة"، وعدّه من الخوارم جماعة كثيرة، سميتهم في كتابي "المروءة وخوارمها" (ص ٨٢ - ٨٣).

<<  <   >  >>