للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولْيُذَاكِر بمحْفُوظهِ، فإنَّ المذاكرَة منْ أقْوى الأَسباب (١).


= روى عن كل أحد والحفظ: الإتقان" وهذا لما كان العلم في صدور الرجال! قال ابن أبي زيد القيرواني (ت ٣٨٦ هـ) في "النوادر والزيادات" (١/ ٨): "وإن كانت الكتب في آخر الزمان خزائنُ العلوم، فإن مفاتيحَ مغالِقها الصّدورُ، وقد كان العِلمُ في الصدر الأولِ خزائِنُه الصُّدُور، ولم تكنْ كُتبٌ، وصار في آخر الزمان أكثره في الكتب، وأقلُّه في الصدور" واحتفل بهذه العبارة ولم يعزها لقائلها -كعادته- الشاطبي في "الموافقات" (١/ ١٤٠، ١٤٧) فانظره، فإنه مهم.
نعم؛ الحفظ للطالب مهم جدا، وأشرفُه نصوصُ الوحي، وأعظمه كلام اللَّه تعالى، وسئل الإمام البخاري: هل من دواء للحفظ؟ فقال: "لا أعلم شيئًا أنفع للحفظ من نَهمة الرجل، ومداومة النظر"، كذا في "هدي الساري" (٤٨٧).
وإذا لقح الفهمُ الحفظَ تولد بينهما عجائب وفوائد، والسابلة أن يكون الحفظ في الصغر، والفهم في سن الشباب، والإتقان والتحقيق عند الثبات على ذلك (ومن ثَبَت نَبَتَ).
وذكر الذهبي في "السير" (١٢/ ٥٢٣) في ترجمة (عباس بن محمد الدوري) أن الإتقان هو حسن الحديث، وهو تتبع المتون المليحة، وعلو الإسناد ونظافته، وترك رواية الشاذ والمنكر والمنسوخ ونحو ذلك، قال: "فهذه أمور تقضي للمحدث إذا لازمها أن يقال: ما أحسن حديثه".
(١) أي: من أقوى أسباب الإمتاع به، وهو حياته، وأسند الدارمي (٦١٠) والخطيب في "الجامع" (١٨٢٢) عن إبراهيم النخعي قال: "مَنْ سَرَّه أن يحفظ الحديث فليحدث به، ولو أن يحدث به مَنْ لا يشتهيه" زاد الدارمي: "فإنه يصير عندك كأنه إمام تقرأه"، وفي (مقدمة) "سنن الدارمي" (باب رقم ٥١: مذاكرة العلم) وفيه آثار كثيرة في ضرورة المذاكرة (من رقم ٥٩٩ - ٦٣١)، وينظر "المذاكرة وأهميتها عند المحدثين" للدكتور عواد خلف، وفيه أنواع المذاكرة: مع النفس، وعامة الناس، والأتباع، والأقران، والشيوخ، وختمه بفوائد المذاكرة، وهذه هي:
١ - اكتشاف الوهم.
٢ - تمييز الصدوق من غيره. =

<<  <   >  >>