نعم، ليس ذلك ببعيد عن قدرة اللَّه تعالى، ولكن هذا على خلاف سنّته في خلقه، وبه يظهر لك ما في تتمة كلامه في "الإصابة": "لكن إن ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه، وما المانع؟ والعلم عند اللَّه تعالى"! وقرره تلميذه السخاوي في "التحصيل والبيان" (٢٤٨)، وزاد عليه: "والظاهر أنه قال: "لقد لقيتُ وصيَّ عيسى ابن مريم " فهذا يمكن أن يكون الصواب". قال أبو عبيدة: أثبت العرش ثم انقش، فهذا غير ثابت، وغير قابل للاعتماد عليه! (١) انظر "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٢٢٨) و"تاريخ بغداد" (١/ ١٦٣ - ١٧١)، "الطبقات الكبرى" (٤/ ٧٥ - ٩٣)، "تهذيب الكمال" (١١/ ٢٤٥ - ٢٥٦). ومما ينبغي ذكره أن ابن الجوزي ذكر في "أعمار الأعيان" (ص ١٢١): "عاش الرَّبيع بن ضَبُع الفَزارِي ثلاث مئة وثمانين سنة، منها ستون في الإسلام"، ونقله ابن الملقن في "المقنع" (٢/ ٦٥٠) مع بعض مَنْ أوردهم ابن منده في "جزئه" السابق ذكره، وقال: "فاستَفِدْ ذلك، فإنه مهمٌّ يساوي رِحلة"!! والمعمرون كثر، أفردهم أبو حاتم السجستاني (بالتصنيف) وكتابه مطبوع، وأدرجه -كعادته- ابن الجوزي في "تلقيح فهوم أهل الأثر" (٤٥١ - ٤٥٢)، قال: ذَكَرَ جميع هذا أبو حاتم السجستاني في كتاب "المعمَّرين". قلت: وبعضهم ليس في مطبوع كتابه، مما يدلل على نَقْصه، وأما "أعمار الأعيان" لابن الجوزي فسلك فيه (ص ١١٤ - ١٢١): (عقد الثلاث مئة وما زاد) و (ص ١٢٢ - ١٢٣): (عقد الأربع مئة وما زاد) و (ص ١٢٤) (عقد الخمس مئة وما زاد) حتى وصل في آخره (ص ١٣٠) (عقد الثلاث آلاف وما زاد)، واعتماده فيه على أخبار واهية، وخرافات القُصَّاص=