للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنْ فَتَحَ قفَصًا عن طائِرٍ، أو حَلَّ قِنًّا أو أسِيرًا أو حَيوانًا مربُوطًا، فذَهَبَ، أو حَلَّ وِكاءَ زِقٍّ فيهِ مَائِعٌ فاندَفَقَ، ضَمِنَهُ.

ولو بَقِيَ الحيوانُ، أو الطَّائِرُ حتَّى نفَّرَه آخَرُ، ضَمِنَ المُنفِّرُ.

(وإنْ فتحَ قَفَصًا عن طائرِ) مملوكٍ محترمٍ فيه، ففاتَ، أو أتلفَ شيئًا، ضمِنَه، أو فتحَ إصطبلَ حيوانٍ (أو حلَّ قنًّا) (١): قيدَ قنٍّ (أو أسيرًا، أو) حلَّ قيدَ (حيوانٍ، مربوطًا، فذهبَ) أي: الطائرُ، والعبدُ، والأسيرُ، ضمِنَ الفاتحُ والحالُّ

(أو حلَّ وِكاءً) بكسرِ الواوِ، وهو الحبلُ الذي يُربطُ به القِرْبةُ (زِقِّ) دُهنٍ، بكسرِ الزاي، أي: ظرْفٌ (فيه مائعٌ) أو جامد، (فاندفقَ) أو حلَّ وكاءَ زِقٍّ حامدٍ فأذابتْهُ (٢) الشمسُ، فاندفقَ (ضمِنَه) المتعدِّي بذلك

فإنْ قرَّبَ إليه شخصٌ نارًا فذَابَ بها، فقِياسُ مذهبِنَا: يضمنُه مَن قَرَّبَ النَّارَ، كالدَّافِعِ معَ الحافِرِ. قالَه المجدُ (٣).

(ولو بقيَ الحيوانُ) الذي حَلَّ قيدَه (أو الطائرُ) الذي فَتَحَ قفصَه (حتى نفَّرَه آخرُ) بعد ذلك، فذهبا، (ضمِنَ المنفِّرُ) وحدَهُ؛ لأنَّ سبَبَه أخصُّ، فاختصَّ الضمانُ به.

وكذا لو حلَّ حيوانًا وحرَّضَه آخرُ، فجنيَ، فضمانُ جنايتِه على المحرِّضِ.

وإنْ وقعَ طائرُ على جدارٍ، فنفَّرَه شخصٌ، فذهبَ، لمْ يضمنْه؛ لامتناعِه قبلَه، فليس تنفيرُه بسببِ فواتِه، وإنْ رماه فقتلَه، ضمِنَه، كما لو رمَاه في هواءِ غيرِه.


(١) سقطت: "قنًّا" من الأصل.
(٢) في الأصل: "فأذهبتْهُ".
(٣) "كشاف القناع" (٩/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>