للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفيها إحدَى عشرَةَ تشديدَةً، فإن تركَ واحدةً

(وفيها) أي: الفاتحةِ (إحدى عشرةَ تشديدةً) وذلك في: للَّه، وربِّ، والرحمن، والرحيم، والدين، وإياك، وإياك، والصراط، والذين، وفي الضالين ثنتان. وأمَّا البسملةُ ففيها ثلاثُ تشديداتٍ

(فإنْ تركَ) غيرُ مأمومٍ (واحدةً) من تشديداتِها، لزِمَه استئنافُ الفاتحةِ، لتركِه حرفًا منها؛ لأنَّ الحرفَ المشدَّدَ (١) أقيمَ مقامَ حرفين. هذا إذا فاتَ محلُّها (٢) وبعُدَ عنه، بحيثُ يخلّ بالموالاةِ. أمَّا لو كان قريبًا منه، فأعادَ الكلمةَ، أجزأهُ ذلك، كمَنْ نطقَ بالكلمةِ على غيرِ الصَّوابِ، ثمَّ أتى بها على وجهِهِ. وإن ليَّنَها ولم يحقِّقْها على الكمالِ، فلا إعادةَ.

وإنَّ البسملةَ ليستَ آيةً منها. هذا ما اختارَهُ الإمامُ أحمدُ.

ويُكره الإفراطُ في التشديدِ والمدِّ.

و "مالكِ" أحبُّ إلى الإمامِ أحمدَ من "ملك"؛ لزيادةِ الحرفِ.

قولُه فيما تقدَّمَ: "لزِمَه استئنافُ الفاتحةِ .. إلى آخرِه". هذا يقتضي عدمَ بطلانِ صلاتِه. ومقتضى ذلك: أنْ يكونَ تركُ التشديدِ سهوًا أو خطأً. أمَّا لو تركَها عمدًا، فقاعدةُ المذهبِ تقتضي بطلانَ صلاتِه - إن انتقلَ عن محلِّها - كغيرِها من الأركانِ، فأمَّا ما دامَ في محلِّها، وهو حرفُها، لم تبطلْ.

وإن انتقلَ عن حرفِها إلى حرفٍ آخرَ، بطلتْ صلاتُه؛ لأنَّه بعضُ ركنٍ، وبعضُ


(١) في الأصل: "المشد".
(٢) في "كشاف القناع" (٢/ ٣٠٦): "قال في شرح الفروع: وهذا إذا فات محلها" ومراده بشارح الفروع: ابن نصر اللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>